مراحل نمو الطفل هي التغيرات البيولوجية والنفسية والعاطفية التي تحدث عنده منذ ولادته وحتى نهاية مرحلة المراهقة، وهي رحلة رائعة مليئة بالتغيرات والتطورات المذهلة التي تبدأ من اللحظات الأولى للولادة، وتعتبر فترة نمو الطفل من أكثر الفترات الحيوية في حياته، حيث يتشكل فيها الأساس لتطوره اللاحق، وتختلف مراحل نمو الطفل من طفل لآخر، وتتأثر بعدة عوامل مثل الوراثة والبيئة والتغذية والتفاعل الاجتماعي.
مراحل النمو عند الطفل ( جدول تطور الطفل )
تتكون مراحل الطفل من عدة مراحل رئيسية، وتشمل:
1. المرحلة الوليدية
هذه المرحلة تبدأ منذ ولادة الطفل وتستمر حتى يبلغ الطفل سن الشهر الأول، وخلال هذه المرحلة، يتعرض الطفل لتغيرات كبيرة في جسمه ويحتاج إلى رعاية خاصة.
ويقوم الطفل حديث الولادة بحركات تلقائية استجابة للمحفزات الخارجية في هذه المرحلة، ويستطيع المولود الجديد رؤية الأشياء القريبة من عينيه، مثل وجه والديه، والتعرف على بعض الروائح، وتحريك رأسه من جانب إلى آخر، والابتسام والبكاء الذي يشير إلى احتياجاته.
2. المرحلة الرضعية
تستمر هذه المرحلة من سنة إلى سنتين، وخلال هذه المرحلة، يتعلم الطفل الكثير من المهارات الحياتية الأساسية مثل المشي والتحدث.
3. المرحلة الطفولية المبكرة
تبدأ هذه المرحلة من سن 3 سنوات إلى 6 سنوات، وتعتبر هذه المرحلة من مراحل الطفل هي مرحلة الاستكشاف والتعلم، مثل أن يرمي الطفل في هذه المرحلة كرة فوق رأسه، ويقفز، ويقف على قدم واحدة لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر، ويرسم ملامح الاشخاص، ويعتني باحتياجاته، ويرتدي ملابسه بنفسه.
4. المرحلة الطفولية المتأخرة
تبدأ هذه المرحلة من سن 6 سنوات إلى 12 سنة، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة النمو البدني والعقلي، ويتمتع الطفل في سن المدرسة بمهارات حركية متزايدة ويبدأ في تطوير علاقاته الاجتماعية، عادة مع أفراد من نفس الجنس.
5. مرحلة المراهقة
تبدأ هذه المرحلة من سن 12 سنة إلى 18 سنة، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة الاستقلال والتطور العقلي.
وخلال فترة المراهقة، تحدث تغيرات جسدية وعقلية ومعرفية وجنسية، وعادة ما تكبر الفتيات، وتصل إلى مرحلة النضج الجسدي، بينما لا يزال الأولاد في مرحلة النضج، ويطور المراهقون هويتهم وآرائهم، ويهتمون بمظهرهم، ويتطور لدى المراهقين اهتمام بالأفراد من الجنس الآخر ويقضون وقتًا أطول مع أصدقائهم ووقتًا أقل مع والديهم، كدليل على الاستقلال والاكتفاء الذاتي.
النمو العاطفي والسلوكي عند الأطفال
تعتمد العواطف والسلوك على مراحل الطفل المختلفة ومزاجه، ولكل طفل مزاج فردي، فقد يكون بعض الأطفال مرحين وقابلين للتكيف، ويتبعون بسهولة روتينًا بسيطًا ومنتظمًا للنوم والاستيقاظ والأكل والأنشطة اليومية الأخرى، ويميل هؤلاء الأطفال إلى الاستجابة بشكل إيجابي للظروف الجديدة، وهناك أطفال آخرون ليسوا قادرين على التكيف، ويميل هؤلاء الأطفال إلى الاستجابة بشكل سلبي للمواقف الجديدة.
النمو الاجتماعي والعاطفي
يبدأ الطفل في تطوير مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين من خلال تعبيرات الوجه واللغة غير اللفظية، وتعلم السلوك الاجتماعي، مثل المشاركة والانتظار والمشاعر، وتطور العلاقات العاطفية مع العائلة والأقران، حيث تنشأ مشاعر الحب والرعاية والانتماء، وهذه المراحل تمثل مسارًا حيويًا في نمو الطفل، حيث تلعب الخبرات والتفاعلات الاجتماعية والعاطفية دورًا كبيرًا في تشكيل شخصيته وسلوكه المستقبلي، ومن الضروري توفير بيئة داعمة ومشجعة تساهم في تعزيز هذا النمو، مما يؤدي إلى بناء علاقات صحية واستقرار عاطفي للطفل في المستقبل.
النمو الحسي والحركي
يعد التطور الحسي والحركي جزءًا مهمًا آخرَ من نمو الطفل، ويتطور الجهاز الحسي لدى الطفل مع الوقت، بما في ذلك البصر والسمع واللمس والشم والتذوق، ويستجيب الطفل للمحفزات الحسية ويتعلم تفسيرها واستخدامها لاستكشاف العالم من حوله.
خصائص نمو الطفل البدنية
يعتبر التطور الجسدي من أهم الجوانب التي نمر بها في مراحل الطفل المختلفة، ويحدث في مراحله الأولى نمو سريع في الحجم والوزن، كما يزداد طوله ويتطور نظامه العضلي والهيكلي، ويتغير شكل جسمه ويطور المهارات الحركية بشكل ملحوظ، مثل الزحف والمشي والقدرة على الحفاظ على التوازن، ومن خصائص نمو الطفل البدنية نمو الأسنان وتطور الجهاز الهضمي.
مراحل الطفل العقلية والذهنية
إلى جانب النمو الجسدي، يشهد الأطفال نموًا هائلاً في قدراتهم العقلية والمعرفية خلال مراحل الطفل في الأشهر والسنوات الأولى، وتتطور القدرة على التركيز والانتباه، وتبدأ الاكتشافات الأساسية والتعلم، وتتطور المهارات اللغوية عندما يبدأ الطفل في إصدار الأصوات وتكوين الكلمات وتعلم الجمل، ويزيد الفهم والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر، حيث أن الذكاء هو قدرة الإنسان على الفهم والتفكير والاستدلال، ولكي يتطور الذكاء، يجب أن يتلقى الأطفال الرعاية الكافية في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة، على سبيل المثال، القراءة للأطفال في سن مبكرة، وتزويدهم بتجارب محفزة فكرياً، وتوفير الدفء العاطفي لهم، وتعزيز العلاقات معهم، كل ذلك له تأثير كبير على النمو العقلي.
وسنذكر لك مراحل الطفل العقلية والذهنية بشيء من التفصيل:
جدول تطور الطفل الذهني
في الثانية من العمر: يكون لدى معظم الأطفال فهم عام لمفهوم الوقت، ويعتقد العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام أن كل ما حدث في الماضي حدث “أمس” وكل ما سيحدث في المستقبل سيحدث “غدًا”، ويتمتع الطفل في هذا العمر بخيال خصب لكن من الصعب عليه التمييز بين الخيال والواقع.
حتى قبل عمر 18 شهرًا: يستطيع الأطفال سماع وفهم القصة التي تُقرأ لهم.
وبحلول سن الرابعة: يكون لدى معظم الأطفال فهم أكثر تعقيدًا للوقت، فهم يفهمون أن اليوم مقسمٌ إلى صباح وبعد الظهر وليل، ويمكنهم حتى إدراك التغيير بين المواسم، ويستطيع الطفل البالغ من العمر أربع سنوات أن يروي قصصًا بسيطة ويستطيع المشاركة في محادثات مع البالغين أو الأطفال الآخرين.
والعمر من 18 شَهر إلى 5 سنوات: تزداد مفردات الطفل بسرعة من حوالي 50 كلمة إلى عدة آلاف ويمكن للأطفال البدء في تسمية الأشياء والأحداث والتحقيق فيها بفعالية.
وبحلول سن الخامسة: يستطيع الأطفال قراءة الحروف الأبجدية والتعرف على الكلمات المكتوبة البسيطة.
وفي عمر 7 سنوات: تصبح القدرات الفكرية للأطفال أكثر تعقيدًا في هذا العمر، ويصبحون قادرين بشكل متزايد على التركيز على أكثر من جانب واحد لحدث أو موقف في نفس الوقت.
على سبيل المثال، قد يدرك الأطفال في سن المدرسة أن الحاوية الطويلة الرفيعة تحتوي على نفس كمية الماء الموجودة في الحاوية الواسعة والقصيرة، وقد يدرك الأطفال أن طعم الدواء قد يكون سيئًا، ولكنه قد يجعلهم يشعرون بتحسن، أو أن الأم قد تكون غاضبة منهم، لكنها لا تزال تحبهم، وتزداد قدرة الأطفال على فهم وجهة نظر شخص آخر، لذلك يتعلمون أساسيات تبادل الأدوار في الألعاب أو المحادثات، بالإضافة إلى ذلك، يستطيع الأطفال في سن المدرسة اتباع القواعد المتفق عليها للألعاب، ويبدأ معظم الأطفال القراءة في سن السادسة أو السابعة.
ختامًا، يجب على الأهل والمربين فهم مراحل الطفل المختلفة ومساعدته في كل مرحلة من مراحل نموه لتطوير شخصيته وسلوكه المستقبلي.