كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة

كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة

 

رفض طفلك للذهاب إلى المدرسة مشكلة شائعة لا تقتصر عليه، قد تنجم عن أسباب مختلفة مثل القلق، التنمر، الملل، أو صعوبات التعلم، والعديد من الاضطرابات الأخري. فمن منا لا يتساءل عن كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة وكيفية دعمه وتحفيزه لعلاج الأمر؛ تفهم مشاعر الطفل واكتشاف السبب الحقيقي وراء رفضه، ثم تقديم الدعم المناسب يضمن لك نتيجة إيجابية فالأمر يبدأ وينتهي من جانبنا دائمًا. في هذا المقال، تعرف علي كل ما تحتاجه عن أسباب رفض الطفل للمدرسة ومختلف الإضرابات التي قد يعاني منها، مع مجموعة من أبرز الأساليب والإرشادات التي تساعدك على جعل المدرسة ومكان لقضاء وقت ممتع وبيئة مريحة له.

لماذا لا يحب الطفل الذهاب إلى المدرسة؟

من منا لا يتساءل عن أسباب رفض الطفل للمدرسة؟ وما الذي من الممكن أن يكون قد واجهه ليتسبب في كرهه للذهاب للمدرسة؛ في حين أن أطفال آخرين يجدونها منعه لهم ووقت محبب للقاء الأصدقاء.

من المؤكد شعورك عند إيقاظ طفلك صباح كل يوم للمدرسة يُعد بمثابة معركة جديدة لك، مما قد يدعو لقلق بعض الأمهات وتخوفهم من الأمر.

فما هي أبرز أسباب رفض الطفل الذهاب للمدرسة وعدم حبه لها؟

الخوف من المدرسة 

تعرض الطفل لظواهر اجتماعية سلبية ومخيفة كالتحرش، وأحد أكثر الظواهر انتشارًا التنمر المدرسي للاطفال ، وليس فقط تعرضه لها بل فقط مشاهدته واقعة مشابهة تكفي للخوف من التعرض لها فيما بعد والذهاب للمدرسة بشكل عام.

فيتعلق الأمر في هذه الناحية بمشاكل اجتماعية كشعوره بالوحدة صعوبة تكوين صداقات، أو عدم القدرة على التفاعل مع المعلمين بشكل مريح. بالإضافة لتعرضه للضرب أو رفع أحد المعلمين لصوتهم عليه.

صعوبات أكاديمية

لا يتعرض الطفل للمعاناة الاكاديمية بسبب قلة الذكاء أو عدم قدرته على التفوق في مواده الدراسية، بل يتخوف الكثير من الأطفال لحظات الإختبار أو الحل وتعريض الأهل لخيبة أمل بسبب الدرجات المتدنية، وتعرضه للمقارنة المستمرة بينه وبين زملائه أو أقرانه سواء من الأهل أو من المعلمين.

يكثر هذا الأمر في حالة أن كانت المعلومات المُقدمة تفوق استيعاب الطفل، بجانب الشعور بالضغط بسبب كثرة الواجبات والاختبارات.

الملل وقلة التحفيز

يحتاج العديد من الأطفال لجهد إضافي من أجل إيصال المعلومة لهم والحفاظ على تركيزهم لأطول وقت ممكن دون شعورهم بالملل. وبالتالي ليس لدي الكثير من المعلمين الخبرة الكافية في هذا الأمر مما يُشعر الطفل بالملل وقلة التركيز أو الفهم، وبذلك يصبح ذهابهم للمدرسة أمر غير محبب نهائيًا.

عدم ارتباط المواد الدراسية باهتمامات الطفل الشخصية تؤثر بشكل كبير في مستواه الدراسي وقدرته علي التركيز في الدرس بشكل خاص والذهاب والاهتمام بالمدرسة والتعلم فيها بشكل عام، بجانب ذلك عدم وجود أنشطة تحفيزية أو رياضية يحبها.

مشاكل صحية 

الإجهاد والتعب مع قلة النوم والإستيقاظ مبكرًا لمدة 5 أيام إسبوعيًا قد تؤثر بشكل كبير على صحة الطفل وقدرته على الاستيقاظ وممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي وعدم قدرته على التركيز.

بالإضافة لذلك إن كان لدى الطفل مشاكل صحية مزمنة أو حساسية تجاه أطعمة المدرسة.

محاولة جذب الانتباه 

في حالة أن كان يشعر الطفل بقلة إهتمام أو تركيز من قبل الأب أو الأم أو حتى أصدقائه، فيلجأ إلي أحد الحيل وأهمها التغيب عن المدرسة ورفضه للذهاب.

يبدأ الطفل في هذه المرحلة إدعاء المرض لحصد أكبر قدر من اهتمام الوالدين وقلق أصدقائه ومحاولتهم للإطمئنان عليه.

بعد أن قمنا بإيضاح أحد أكثر الأسباب إنتشارًا لرفض الطفل الذهاب للمدرسة وعدم حبه لها، غالبًا ما يكون هذا الرفض ناتجًا عن مشكلات نفسية أو عاطفية تؤثر على راحته وثقته بنفسه. تعرف على أبرز الاضطرابات التي قد تسبب هذه المشكلة.

الاضطرابات المسبّبة رفض الأبناء الذهاب إلى المدرسة  

اضطراب القلق

وهو أحد أكثر أنواع الاضطرابات التي تشتمل على العديد من الأنواع مثل قلق الانفصال والقلق الاجتماعي، والتي قد تجعل الطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب خوفه من المجهول أو الانفصال عن والديه.

فينتج لديه الخوف والقلق من الانفصال نتيجة للخوف مفرط من الابتعاد عن الوالدين، أو البقاء بالمدرسة بمفرده. قد يتعرض الطفل لهذا النوع من القلق نتيجة لتجارب صادمة مثل فقدان أحد الوالدين أو الانتقال إلى مدرسة جديدة، بالإضافة للحماية الزائدة من الأهل التي تجعل الطفل غير مستعد للانفصال عنهم فجأة.

اضطراب القلق الاجتماعي

وهو ما يخاف فيه الطفل من التحدث أمام الآخرين أو التفاعل مع زملائه، بالإضافة لتجنب الأنشطة المدرسية مثل العروض التقديمية.

ينتج ذلك بسبب تعرض الطفل لتجارب محرجة سابقة في المدرسة، ضغط اجتماعي أو خوف من الانتقاد.

اضطراب الاكتئاب 

مرض الاكتئاب يؤثر بشكل كبير على طاقة الطفل ودافعيته بشكل عام، مما يدفعه لرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب فقدان الحافز والشغف لذلك بجانب بعدم شعوره بالاهتمام الكافي.

فتجد الطفل غير مهتم بالانشطة المدرسية، وشعوره بالحزن المستمر، بجانب تعرضه لتغيرات في النوم سواءًا أكان نوم مفرط أو أرق، بالإضافة لنقص التركيز بشكل كبير مما يؤثر على أدائه الدراسي.

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه 

من أكبر العوائق التي تواجه الأطفال المصابون بـ ADHD صعوبة في التركيز والجلوس بهدوء لوقت طويل كما يتوجب عليهم في المدرسة، مما يجعلهم يعانون في البيئة المدرسية بشكل كبير دونًا عن غيرهم من الأطفال.

فتجد الطفل مُشتت الانتباه بشكل دائم وعدم قدرته على التركيز في الدروس، فرط الحركة والتململ المستمر، وعدم القدرة على إنهاء الواجبات المدرسية بشكل طبيعي. وينتج الأمر بسبب عوامل وراثية تؤثر على الدماغ، أو اختلافات في كيمياء الدماغ مما تؤثر على تنظيم الانتباه لديه، أو نشأته في بيئة غير منظمة أو ضغوط دراسية عالية.

اضطراب طيف التوحد

يؤثر اضطراب طيف التوحد على الطفل بشكل كبير في عدم قدرته على التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، وقد يجعل الطفل يشعر بالارتباك أو القلق في المدرسة. فيصعب على الطفل فهم الإشارات الاجتماعية والتفاعل مع الزملاء.

يواجه الطفل المصاب بطيف التوحد حساسية زائدة للأصوات أو الأضواء الساطعة في المدرسة، وتأخر في تطوير المهارات اللغوية أو السلوكية، بالإضافة لعدم قدرته على التمسك بروتين محدد والقلق عند تغييره.

لا يوجد سبب واحد محدد، لكن يرتبط هذا الاضطراب بتطور الجهاز العصبي لدى الطفل، بالإضافة لعوامل وراثية وبيئية تؤثر على تطور الدماغ.

من المؤكد تساؤلك الآن عن كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة؟ و طرق دعم الطفل الذي يكره المدرسة..

كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة؟

تعاملك مع طفلك الذي لا يحب الذهاب إلى المدرسة يتطلب الصبر والتفهم لمعرفة السبب الحقيقي وراء رفضه، ومن ثم استخدام استراتيجيات فعالة لحل المشكلة بطريقة إيجابية.

 إليك 6 أساليب تشجيع الطفل على حب المدرسة يمكنك اتباعها:

  • اكتشف السبب وراء رفضه المدرسة

حاول معرفة لماذا لا يحب الطفل الذهاب إلى المدرسة قبل البحث عن حلول، وذلك من خلال محاولتك للتحدث مع طفلك بطريقة لطيفة وسؤاله عن يومه المدرسي.

رقب سلوكياته عندما يحين وقت الذهاب للمدرسة ما إذا كان قلق، بكاء، او آلام جسدية متكررة، بالإضافة لمحاولة التواصل مع معلميه لمعرفة ما إذا كان يواجه مشاكل داخل الصف.

  • تعزيز ثقته بنفسه

حاول تقوية وتعزيز ثقة طفلك بنفسه سواء أكاديميًا أو اجتماعيًا. ففي حالة أن كان يعاني من ضعف دراسي، يمكنك مساعدته في الدراسة بطريقة ممتعة كالتعلم باللعب، تقسيم الواجبات إلى أجزاء صغيرة حتى لا يشعر بالضغط أو الملل وانعدام التحفيز أو الشغف.

أما بخصوص الجانب الإجتماعي حاول تعزيز ثقته بنفسه من خلال كيفية تكوين الصداقات للاطفال بشكل سليم، وتشجيعه على التفاعل مع زملائه من خلال مشاركته في الأنشطة المدرسية، وترتيب لقاءات مع أصدقاء مقربين خارج المدرسة مما يعزز من علاقاته الاجتماعية معهم.

  • تعامل مع مخاوف طفلك بذكاء

في حالة أن كان يواجه طفلك تخوف من الانفصال عنك دائمًا ما قُم بتوديعه بحب وأخبره أنك ستعود لأخذه في وقت محدد، واحرص على أن يكون وداعك قصيرًا حتى لا يزيد قلقه.

أما في حال أن كان يتعرض للتنمر حاول الاستماع له بشكل جيد ودائم، بجانب تواصل مع المعلمين لإيجاد حل دون إحراجه، و علمه كيف يدافع عن نفسه بأسلوب هادئ وواثق.

في حالة أن كان يشعر بالضغط الدراسي فالأمر سهل، ساعده في وضع جدول دراسي مريح، شجعه على الاسترخاء وممارسة هواياته، ولا تضع توقعات عالية جدًا دائمًا أو مقارنة مع أحد أصداقئه أو أشقاءه تؤدي إلى توتره.

  •  استخدام أساليب التحفيز والمكافآت

تأكد من مدحك له عندما يظهر تحسنًا في الذهاب للمدرسة، ويمكنك استخدام المكافآت البسيطة مثل نزهة ممتعة أو نشاط يحبه، وضع له أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق مثل الذهاب للمدرسة بدون تذمر لمدة أسبوع وهكذا.

  • اجعل المدرسة أكثر متعة وتشويقًا

لتحفيز الطفل وعدم شعوره بالملل أو الكره اتجاه المدرسة حاول ربط التعلم بأشياء يحبها مثل استخدام القصص أو الألعاب التعليمية، وشارك معه في شراء مستلزمات مدرسية بالوان واشكال محببة له.

  • استشارة مختص

في حالة أن استمرت المشكلة ولم تتحسن الأمور رغم المحاولات، فقد يكون هناك سبب نفسي أعمق، وبالتالي يُفضل اللجوء إلى حل أكثر خبرة من خلال استشارة مختص نفسي للأطفال للحصول على دعم مناسب.

إرشادات للتعامل مع رفض الأبناء المدرسة

  • استمع لطفلك وتفهم مشاعره دون إجبار أو توبيخ أو حتى استهزاء بالأمر علي سبيل المزاح.
  • اكتشف السبب الحقيقي وراء رفضه.
  • تعاون مع المعلمين والإدارة المدرسية لحل أي مشكلة من خلال التواصل معهم ومعرفة إن كان يحتاج إلى دعم إضافي .
  • استخدم التحفيز الإيجابي والمكافآت لجعله يتقبل المدرسة.
  • استشر مختصًا في حالة أن نفذت المحاولات منك دون أية نتيجة وتأثرت حياته اليومية بشكل اكبر.

 

تصفح اخر المقالات

كيف اقوي شخصية طفلي

كيف اقوي شخصية طفلي

هل سبق لك أن تساءلت لماذا يبدو بعض الأطفال أكثر جرأة وثقة، بينما يعاني آخرون من الخجل والتردد؟ هل يولد الطفل بشخصية قوية أو ضعيفة،

اقرا المزيد »
كيف اجعل ابنى اجتماعى

كيف اجعل ابنى اجتماعى

هل تتسائل كيف اجعل ابنى اجتماعى؟ ليس كل الأطفال يولدون بمهارات اجتماعية قوية، ولكن عملية تنميتها ليست بالأمر الصعب فمن خلال خطوات بسيطة وفعالة يمكنك

اقرا المزيد »
كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة