هل تتسائل كيف اجعل ابنى اجتماعى؟ ليس كل الأطفال يولدون بمهارات اجتماعية قوية، ولكن عملية تنميتها ليست بالأمر الصعب فمن خلال خطوات بسيطة وفعالة يمكنك مساعدة طفلك على التواصل.فالطفل الاجتماعي ليس فقط ذلك الذي يتحدث كثيراً، بل هو الذي يستطيع بناء علاقات متوازنة، يفهم الآخرين، ويتفاعل معهم بثقة. في هذا المقال، نوضح لك من هو الطفل الاجتماعي وأسباب تخُوف الطفل وإنطوائيته، مع تقديم أهم وأبرز النصائح والطرق للتغلب عليها بشكل ممتع دون أية ضغوط.
من هو الطفل الإجتماعي؟
هل سبق لك أن التقيت بطفل يملأ المكان بالحيوية، يتحدث بثقة مع الآخرين، ويبدو وكأنه يعرف كيف يكسب القلوب بسهولة؟ هذا هو الطفل الاجتماعي، ذلك الصغير الذي يمتلك موهبة فطرية في التواصل والتفاعل مع من حوله.
بشكل آخر فالطفل الإجتماعي هو الطفل ذو الشخصية الأكثر جاذبية دونًا عن غيره من الأطفال. يٌعد هذا النوع من الأطفال المفضل للكثير من الناس، كونه يتميز بصفات منفتحة لافتة لمن حوله تجعلهم أكثر استعداداً للتفاعل الاجتماعي مثل اللباقة و سرعة البديهة، بالإضافة إلي قدرته على أن يكون أكثر مرحًا مما يعتبر نوع خاص من الذكاء الإجتماعي الذي قد يفتقده الكثير من الشخصيات الأخرى.
هذا النوع من الشخصيات يكون أكثر وراحة واطمئنان مع من حوله، ويحظى بثقة كبيرة تظهر في طريقة كلامه وتعامله مع الأشخاص، مما يضمن للطفل مستقبل إيجابي ملئ بالتميز سواء على الصعيد الإجتماعي أو العملي.
كيف أعرف إذا كان طفلي إجتماعياً أم لا؟
الكثير منا يهتم دائمًا ما يفكر ما إذا كانت شخصية الطفل الإجتماعي بالفطرة أم بالاكتساب، متسائلًا ” كيفية تطوير شخصية ابني الاجتماعية “. في حقيقة الأمر بعض الأطفال يولدون بشخصيات منفتحة منذ الصغر تجعل من تواصلهم مع من حولهم من الأطفال الأخرين أو حتى من أهم أكبر سنًا أكثر راحة وذكاء.
ومع ذلك، فإن البيئة المحيطة تلعب دوراً كبيراً في تنمية هذه المهارة أو الحدّ منها ليكون طفلًا إنطوائيًا خجولًا ممن حوله. حيث تتشكل شخصية الطفل في السنين الأولي من عمره بشكل كبير نتيجة لدور الأب والأم في منح مساحة للطفل لكي يتعامل مع العالم الخارجي بشكل أكثر حرية، مما تنمي له العديد من القدرات الإجتماعية مثل قوة الملاحظة، وقدرته على مراقبة من حوله بل وإستيعاب طريقة تعاملهم. بجانب ذلك يستطيع الطفل في وقت سابق لسنة الطبيعي أن يتفهم أيًا من العلاقات الإجتماعية عابرة وأيهم علاقات وطيدة.
فكيف نعرف أن الطفل اجتماعي؟
يمكنك ملاحظة ذلك بسهولة، فالطفل الإجتماعي هو الطفل الذي:
- يحب التحدث مع الآخرين دون تردد، حتى مع الغرباء أحياناً.
- يشارك ألعابه و أفكاره بسلاسة مع الأطفال الآخرين.
- يظهر تعاطفاً ويهتم بمشاعر من حوله.
- يجد سهولة في تكوين صداقات جديدة بسرعة.
- يعبر عن مشاعره ويشارك أفراحه أو مخاوفه دون خجل.
الأسباب التي تجعل طفلك إنطوائياً أو غير إجتماعي؟
هل لاحظت أن طفلك يفضل اللعب بمفرده بدلاً من الانضمام إلى أصدقائه؟ ويتجنب التحدث مع الغرباء أو يبدو متوتراً في التجمعات العائلية؟ وتسائلت ما الأسباب التي قد تجعل منه طفلًا إنطوائيًا وكيف كيف اجعل ابنى اجتماعى كغيره من الأطفال؟
في بادئ الأمر لا داعي للقلق أبدًا، فلكل طفل طبيعته الخاصة، ولكن إذا كنت تتساءل عن أسباب انطوائيته أو قلة تفاعله الاجتماعي دعنا نكتشف معاً العوامل التي قد تجعل الطفل غير اجتماعي:
الخجل بشكل فطري
الكثير من الأطفال يولدون بشخصيات خجولة، حيث يشعرون بالتوتر عند التعامل مع أشخاص جدد أو في المواقف غير المألوفة لهم، مما يحتاجون لوقت أطول ليشعروا بالراحة، وقد يفضلون التفاعل مع دائرة صغيرة من الأشخاص.
قلة التفاعل الإجتماعي
الكثير من الأطفال يقضي معظم وقته في المنزل دون فرص كافية للتفاعل مع أطفال آخرين، مما يجد صعوبة في تطوير مهاراته الاجتماعية.
الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية
في عصرنا الحالي، للأسف الكثير من أطفالنا يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، مما قد يجدون صعوبة في التفاعل بشكل واقعي مع الآخرين، حيث تصبح الألعاب والفيديوهات عالمهم المفضل على حساب العلاقات الحقيقية.
التربية والحماية الزائدة
كما ذكرنا أعلاه، في حالة أن نشأ الطفل في بيئة تُحكم عليه فيها تصرفاته بشكل دائم أو يُمنع من التفاعل مع الآخرين خوفاً عليه، فقد يصبح خجولاً أو متردداً في التواصل.
القلق والتوتر الزائد
قد تجد طفلك دائمًا ما يكون قلقاً بشأن طريقة كلامه، أو خائفاً من أن يقول شيئاً خاطئاً طوال الوقت، مما يجعله يفضل الصمت أو الانسحاب من المواقف الاجتماعية. وينتج هذا الأمر لقلة ثقته بنفسه وعدم معرفته بكيفية الاستمتاع بالتجربة التي يقوم بها غير مدرك أن الجميع ليس معصومًا من الخطأ.
التعرض للتنمر أو الرفض
في حالة أن مر طفلك من قبل بتجربة سيئة مثل التنمر أو رفضه من قبل أصدقائه أو حتى أقاربه، فقد يتسبب ذلك في انسحابه من التفاعل الاجتماعي خوفاً من تكرار الألم، بالإضافة لقلة تعبيره عن مشاعره، وكيفية تعامله مع المواقف الصعبة دون تأثره النفسي القوي.
نصيحة: أحرص على التفرقة بين الطفل الذي يفضل قضاء الوقت بمفرده لأنه يجد راحته في ذلك، وبين الطفل الذي يرغب في التفاعل لكنه لا يعرف كيف يبدأ. بعض الأطفال ببساطة أكثر هدوءاً وتأملاً، وهذا ليس أمراً سلبياً.
فلا تحاول تغيير طبيعة طفلك، بل ساعده على إيجاد طريقته الخاصة في التفاعل مع العالم من حوله.
كيف اجعل ابنى اجتماعى؟
إن كنت تتساءل عن كيفية تحسين تواصل ابني مع الآخرين و دائمًا ما يتردد على عقلك سؤال ” كيف اجعل ابنى اجتماعى” ، فإن تنمية المهارات الاجتماعية لطفلك ليست بالأمر المستحيل، بل من الممكن أن تكون رحلة ممتعة ومليئة بالمفاجآت!
كن قدوة لطفلك
دائمًا ما يتعلم الأطفال نتيجة لمراقبتهم وتقليدهم سلوكيات من هم حولهم ويثقون بهم، لذلك تأكد من تحدثك مع من حولك بثقة وإظهار لُطف واهتمام على سبيل المثال عند إلقاء التحية على الجيران. وحاول قدر الإمكان مشاركة طفلك في محادثات عائلية حتى يشعر بالراحة في التعبير عن رأيه.
علّمه مهارات التحدث والاستماع
ليس كل الأطفال على دراية بكيفية بدء المحادثة مع الآخرين أو المشاركة في الحوار، لذلك يمكنك مساعدته في تنمية هذه المهارة من خلال تشجيعه عبر طرح أسئلة البسيطة مثل “ما هي لعبتك المفضلة؟”.
بالإضافة لتعليمه فن الاستماع من خلال الانتباه لحديث الآخرين والرد بطريقة لطيفة عليهم من خلال معرفة الوقت المناسب للرد دون قطع حديثهم.
توفير بيئة تفاعلية
في حالة أن كان طفلك لا يحظى بفرص كافية للاختلاط مع غيره من الأطفال، فمن الطبيعي أن يجد صعوبة في التفاعل مع الآخرين.
لذلك تأكد من أنه محاط بأجواء تساعده على تنمية مهاراته الاجتماعية من خلال تشجيعه على اللعب مع الأطفال في الحدائق العامة، وإدخاله في أنشطة رياضية أو فنية حيث يتفاعل مع من حوله بشكل أكبر، وخطط لمواعيد خاصة للقاء أصدقائه بشكل مستمر لتقوية علاقاته الاجتماعية.
عزز ثقته بنفسه
من أسباب خجل الطفل بشكل عام خوفه من الخطأ أو عدم تقبله لشخصيته والحُكم عليه من قبل الآخرين. لذلك عليك بالعمل على زيادة ثقته بنفسه وزيادة راحته واطمئنانه عند التحدث مع الآخرين والتواصل معهم.
- قُم بمدحه عندما يحاول التفاعل، حتى لو كانت خطوة صغيرة.
- أهتم بأن يشعر دائمًا بأن رأيه مهم عبر استشارته في الأمور الصغيرة.
- حفزه على التعلم من أخطائه دون الاستهزاء أو السخرية منه.
علمه كيف يواجه الخجل والتوتر
إذا شعر طفلك بالتوتر عند التحدث مع الآخرين، فساعده على تجاوز ذلك تدريجياً.
ويمكنك ذلك من خلال خطوات سهلة وممتعة للطفل:
- دائمًا ما أبحث عن أفكار لعمل نشاط للأطفال بهدف تحفيزه على اللعب الجماعي وعدم سيطرة الخجل أو التوتر عليه.
- لا تجبره على التفاعل، بل ادعمه بلطف حتى يشعر بالراحة.
- استخدم الألعاب التمثيلية، حيث تتظاهر فيها أنك شخص جديد و دع طفلك يتدرب على بدء محادثة معك.
بعض النصائح التي تجعل ابنك إجتماعي
- كن داعماً وليس ضاغطاً على طفلك فتنمية مهارات طفلك الاجتماعية تحتاج إلى وقت وصبر.
- اجعل التجربة ممتعة وليست إجبارية للطفل، بل اجعل الأمر تدريجياً وممتعاً حتى يشعر بالراحة في التفاعل.
- ساعده على التعبير عن نفسه بعبارات بسيطة، وإذا شعر بالتوتر، علّمه أن يأخذ نفساً عميقاً قبل التحدث.
- حدّد وقتاً محدداً لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، واستبداله بأنشطة تتطلب التواصل المباشر.
- حدد وقتًا بينك وبينه بشكل روتيني كقراءة قصة للأطفال عن الثقة بالنفس، كونها وسيلة رائعة لتعليم الأطفال مهارات اجتماعية بطريقة غير مباشرة وإرتباطهم وشخصياتها مما يشعرهم بالإلهام والثقة.
ختامًا، تنمية مهارات طفلك الاجتماعية ليست مسألة تُحل في يوم وليلة، بل هي عملية تحتاج إلى صبر وتشجيع مستمر. الأهم هو أن يشعر بالأمان والثقة أثناء تفاعله مع الآخرين