التوعية تعد جزءًا أساسيًا من حماية أطفالنا و توجيههم للتثقيف والوقاية وحمايتهم للذات، يمنحنا القدرة على تطوير مجتمع أكثر وأمانًا ووعيًا بحقوقه، وشعورًا بالدعم والاهتمام من قبل الآخرين، في هذا المقال نوضح لك كل ما تحتاج معرفته عن التحرش الجنسي للأطفال، وأهمية توعية الأطفال ضد التحرش، وأهم الطرق لحماية الأطفال منه، و تزويدك بأفضل الألعاب التي يمكنك ممارستها مع طفلك لتوعيته بشكل ملائم ومرح بمفهوم التحرش لضمان التصرف بشكل صحيح.
ما هو التحرش الجنسي على الأطفال؟
التحرش الجنسي على الأطفال هو سلوك أو تواصل جنسي غير لائق يقوم به شخص بالغ أو مراهق تجاه طفل دون سن 18 عامًا، ويكون غرض هذا التواصل إشباع الرغبة الجنسية للمعتدي أو الشعور بالتحكم والسيطرة.
وتتعدد أنواع التحرش الجنسي على الأطفال مثل الاتصال الجسدي غير المرغوب فيه، أو التحدث مع الطفل بأسلوب غير لائق، أو إظهار محتوى جنسي أمامه، أو استغلاله عبر وسائل التواصل الإجتماعي علي الإنترنت كونها أكثر الوسائل إنتشارًا حاليًا وأسهلها.
غالبًا ما يؤدي التحرش الجنسي إلى أذى نفسي وجسدي للطفل، حيث يخلق في ذهنه مشاعر الخوف، والقلق، لذلك من أهم أساليب التوعية هو تثقيف الأطفال ضد التحرش وتوجيههم نحو كيفية التصرف في حال تعرضهم لموقف يشعرهم بعدم الارتياح، بالإضافة إلى تعليمهم أهمية مشاركة مشاعرهم مع الأهل أو شخص بالغ موثوق فيه.
توعية الاطفال ضد التحرش
دائمًا ما يُقال ” الوقاية خيرًا من العلاج ” وبالفعل هذا ما ينطبق على جميع الظواهر والسلوكيات السلبية التي قد يتعرض لها أطفالنا من قبل المجتمع والبيئة المحيطة بهم والعلاقات الإجتماعية التي يقوموا بتكوينها مع غيرهم على مدار سنين حياتهم.
لذلك فإن وعينا التام بظاهرة التحرش وعدم إهمالنا لها والحرص الدائم على توجيه الأطفال للوقاية ضد التحرش وعدم التخوف أو الخجل من التحدث معهم عنها، هي أولى أساليب الوقاية من التعرض لها والحد من مواجهة أطفالنا لمثل هذه السلوكيات التي قد تترك أثرًا خالدًا فيهم طوال حياتهم من الصعب محوه أو خوضهم لتجربة حياتية طبيعية وتكوين علاقات سوية مع غيرهم.
لماذا يجب توعية الأطفال ضد التحرش الجنسي؟
كما أوضحنا أن توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات هي أولى خطوات الوقاية من تعرضهم له، وحمايتهم نفسيًا وجسديًا من الآثار المترتبة عليه، وأهميتها تعدد في:
- حمايتهم من الأذى، حيث أن تعريف الأطفال بماهية التحرش وكيفية التعرف على السلوكيات غير اللائقة، تجعلهم أكثر قدرة على تجنبها أو الإبلاغ عنها.
- عند معرفة الأطفال بحقوقهم وشعورهم بالقدرة على رفض أي تصرف غير لائق قد يتعرضون له، فيتم تكوين شخصية قوية ومستقلة لهم، مما يُقلل من احتمالية تعرضهم للاستغلال من الغير.
- التقليل من الأثر النفسي، فالاطفال المثقفون حول التحرش وكيفية التعامل معه يمتلكون فهماً أفضل للتفرقة بين الصواب والخطأ، مما يساعد في تقليل الأثر النفسي في حالة تعرضهم لموقف مؤذِ.
- وعي الأطفال أن التحرش أمر غير مقبول وأنه يجب إبلاغ الكبار عنه، فبذلك يتم منع تكرار الإساءة، وكشف المتحرشين ومنعهم من تكرار سلوكهم مع ضحايا آخرين.
- تعليم الأطفال وتثقيفهم بتواجد ظواهر سلبية كالتحرش أو التنمر الجسدي وما هو التنمر عند الاطفال بشكل عام، حيث يترك نفس الأثر الجسدي السلبي على الطفل وكيفية التعامل معهم، بالتالي ينشأوا وهم أكثر قدرة رفض أي سلوك مسيء أو عدائي، سواء كان في صورة تحرش أو تنمر.
طرق لتوعية الطفل لحمايته من التحرش
تتنوع الطرق التي يمكننا من خلالها توجيه الطفل للوقاية ضد التحرش وحماية ذاته بشكل فعال وبالتالي الحد من تعرضهم لظاهرة التحرش:
- التثقيف حول خصوصية الجسم
توعيتهم بأن أجسامهم ملك لهم، وأنه لا يُسمح لأي شخص بلمس أجزاء معينة من جسدهم عبر استخدام مصطلحات بسيطة وملائمة لعمر الطفل، وتثقيفهم بإمكانية رفضهم لأي لمس يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح.
- تشجيع التواصل المفتوح
تربية الطفل وتهيئته على التعبير عن شعوره ومخاوفه بكل صراحة دون أي أحكام أو لوم يجعلهم يشعرون بالأمان، ويتيح لهم مشاركة أي موقف غير مريح قد يواجهونه بكل ثقه وطلب المساعدة عند اللازم.
- استخدام القصص القصيرة التعليمية والملهمة
تعد القصص القصيرة مثل استخدام قصص قصيرة للاطفال عن التنمر وسيلة قوية لتعريف الأطفال بمواقف التحرش والتنمر الجسدي بطريقة غير مباشرة، مما يساعدهم على استخلاص العبرة ومعرفة كيفية التصرف في مثل هذه المواقف بشكل ملائم لأعمارهم و أذهانهم.
- تعليمهم التعامل مع الإنترنت بأمان
يحدث العديد من أعمال التحرش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك يجب توعية الأطفال حول الأمان الإلكتروني وعدم مشاركة المعلومات الشخصية أو الصور مع الغرباء.
- تنظيم ورش عمل للأطفال والأهالي
يتم تنظيم جلسات وورش عمل تتناول موضوعات الأمان الشخصي، والتي يُشرف عليها خبراء ومتخصصين في حماية الطفل، لتوعية الأطفال بمعلومات تفصيلية وعملية عن كيفية الحماية وتمكينهم من التعامل مع مواقف التحرش.
- التدريب على التصرف في المواقف الغريبة
فمن خلال أساليب تشبه اللعب أو القصص، يمكننا توعية الأطفال وتدريبهم على تمييز المواقف غير المناسبة، وكيفية التصرف في حال تعرضهم لموقف مزعج، مثل الابتعاد عن الشخص غير المريح، أو الصراخ لجذب الانتباه.
فمن خلال اتباع مثل هذه الطرق يساعد الأطفال في بناء فهم قوي وشعور بالوعي، مما يمكنهم من حماية أنفسهم بشكل أفضل، ويسهم في تهيئة بيئة آمنة لهم.
ألعاب لتوعية الطفل عن مفهوم التحرش
استخدامك للالعاب لتوعية الأطفال عن مفهوم التحرش يعد وسيلة فعالة، حيث يمكن للألعاب أن تجعل الأطفال يتعلمون بطريقة مرحة و ملائمة لأعمارهم دون التخوف من حساسية الأمر، نستعرض لك الان أبرز هذه الأفكار بالعاب يمكنك استخدامها مع أطفالك:
- لعبة ” نعم ولا “
في هذه اللعبة، يمكن للأطفال التعرف على الأفعال والسلوكيات المقبولة وغير المقبولة. أعطِ الأطفال بطاقات تحمل كلمتي “نعم” و”لا”. ثم اطرح مواقف مثل “أحدهم يطلب منك احتضانًا وأنت لا تريد” أو “شخص غريب يسألك عن مكان سكنك”. يمكنهم رفع البطاقة الصحيحة حسب الموقف، وبالتالي تساعدهم هذه اللعبة على التفكير واتخاذ قرارات سليمة في مواقف مختلفة.
- لعبة ” كرتون الحماية الشخصية “
تتضمن هذه اللعبة مشاهدة مقاطع فيديو أو رسوم متحركة تعليمية تتناول موضوع الأمان الشخصي بطريقة مشوقة وبسيطة للطفل، تليها جلسة نقاش تفاعلية معه ويمكنك توجيه أسئلة مثل “ماذا كان يجب على الشخصية أن تفعل؟” و”ماذا ستفعل لو كنت في مكانها؟” مما يساعد الطفل على تعزيز فهمهم لما هو صحيح وما هو خاطئ.
- لعبة ” حكاية أصدقاء الأمان “
من خلال ورقة رسم أو بطاقات، اطلب من طفلك أن يرسم أشخاصًا يثق بهم مثل:( الأم – الأب – المعلم ) ويُسمهم ” أصدقاء الأمان “. بعد ذلك، تحدث معه حول أهمية إخبار ” أصدقاء الأمان ” إذا حدث لهم موقف غير مريح، وبالتالي تشجع هذه اللعبة الطفل على اللجوء للأشخاص الموثوقين عند الحاجة.
في الختام، يمكننا تمكين الأطفال من فهم حقوقهم والتصرف بشكل صحيح في مواجهة أي مواقف غير لائقة قد تواجههم عبر ما تناوله المقال من خطوات وأفكار تساعدنا في بناء مجتمع أكثر أمانًا لأطفالنا، حيث يشعرون فيه بالثقة والقدرة على التواصل وطلب المساعدة عند الحاجة.