معايير اختيار قصص الاطفال 2025

 

معايير اختيار قصص الاطفال

هل خطر على بالك يومًا كيف تؤثر القصة التي تقرأها لطفلك على شخصيته ونظرته للعالم؟ قراءة القصص لأطفالنا ليس مجرد بالوقت المسلي ونشاط ممتع نقوم به، بل هي أعمق من ذلك بكثير. القصص أداة تربوية تُشكل وعي الطفل وتنمّي خياله. لكن ليست كل قصة مناسبة!

في هذا المقال، نأخذك في رحلة لفهم لأهمية و معايير اختيار قصص الاطفال، ونتعرّف معًا على أفضل أنواعها، الأخطاء الشائعة التي قد نقع فيها عند شرائها، وأهم ما يجب أن تبحث عنه لتكون القصة نافذة لطفلك نحو الفهم، والقيم، والمتعة.

أهمية قراءة القصص للأطفال

من المؤكد جلوسك في يوم من الأيام تحكي لطفلك قصة وحكاية من حكايات زمان، ولكن هل دققت في تلك اللمعة التي ظهرت في عينيه حال استماعه للقصه، وكأنه يسافر معها في عالم ملئ بالخيال والمغامرات.

بالنسبة لأطفالنا قراءة القصص سواء قبل النوم أو في أمسية هادئة ليست مجرد تسلية أو وقت ثمين نقضيه معهم؛ قراءة القصص للأطفال هي لحظات تصنع فرقًا كبيرًا في شخصية الطفل ووعيه وتطوره النفسي والعاطفي.

القصص هي البوابة التي نملك مفتاحها لإدخال كل ما نحتاج تعليمه لاطفالنا من مبادئ، ومدخل مريح للتواصل معهم بشكل أعمق مما نتوقع. يمكنك الآن وبكل سهولة من كتابٍ واحد مناسب ومتوافق مع شخصية طفلك ذو شخصيات تبهره وكأنها يشاهد كرتونه المفضل أو في مغامرة مع أصدقائه المقربين، تعليم طفلك كل ما تريده من مفاهيم الحياة، الخير والشر، الحب والخوف، الصدق والكذب.

وهنا النقطة الأهم، فليس كل قصة تصلح لكل طفل، وهنا توضح لنا أهمية معايير اختيار قصص الاطفال. لا تختار القصة فقط لأنها مشهورة، أو لأنها من سلسلة يحبها الأطفال، بل أنظر في محتواها، في لغتها، في القيم التي تحملها، وحتى في الرسوم والشخصيات المصاحبة لها. فتجدها عند روايتها لطفلك مناسبة لعمره، وتراعي مستواه الفكري، فتجد نفسك تُقدم له رسائل إيجابية في قالب ممتع.

نبدأ الآن في التساؤل ” ما هي أهم خصائص قصص الاطفال؟ ” وكيف نختار القصة المناسبة لأطفالنا؟

أهم 10 معايير اختيار قصص الاطفال

بالتأكيد يقع الكثير منا في حيرة الكتب المتنوعة وانتشار القصص في كل مكان، وهنا نأتي لأصل الموضوع ألا وهو ” معايير اختيار قصص الاطفال “

القصة الجيدة لا تُختار عشوائيًا، بل تُنتقى بعناية، تمامًا كما تختارين طعام طفلك أو ألعابه. لذلك وخلال هذه الرحلة الممتعة لكن الدقيقة للغاية قدمنا لك أهم 10 معايير تساعدك عند اختيار قصة لطفلك:

لغة بسيطة وواضحة، فتكون القصة بلغة مفهومة، بعيدة تمامًا عن أي تعقيد قد يتعرض له. ويمكنك مراعاة احتوائها على كلمات جديدة لتوسيع حصيلة طفلك اللغوية.

الموازنة بين الحقيقة والخيال، التعلم والترفيه. نعم، الخيال ممتع لكن من المفيد أن تحتوي القصة على مزيج واقعي يساعد الطفل على فهم الحياة دون الانفصال تمامًا عنها.

الملاءمة العمرية، والتي نعتبرها أهم معايير اختيار قصص الاطفال. لذلك تأكد من أن أن القصة تناسب المرحلة العمرية لطفلك فلكل عُمر أسلوبه ومفرداته وموضوعاته التي تلامس اهتمامه وفهمه.

تأكد من طول القصة، فلا تكون قصيرة جدًا فتفقد قيمتها، ولا طويلة جدًا فتفقد تركيز الطفل ويبدأ في الملل منها.

الرسوم الجذابة، وهي أكثر ما تجذب الأطفال للقصة وتشوقهم لقراءتها ومعرفة ما تحمله من أحداث. فالرسوم والشخصيات لا تقل أهمية عن النص المكتوب وتثير اهتمامه بصريًا.

تجنب القصص التي ترسخ صورًا نمطية سواء بالشكل أو القدرات، وابحث عن القصص التي تحتفي بالتنوع والاختلاف.

وضوح الرسالة المقصودة، من المهم أن تترك القصة أثرًا واضحًا أو رسالة بسيطة مناسبة لسنه وما يتعرض لها في حياتها حاليًا لسهولة فهمها وبذلك يتعلم منها الطفل شيئًا بنهاية القراءة.

ابحث عن القصص التي تعزز مفاهيم حياتية مهمة تريد ترسيخها في طفلك سواء التعاون، الصدق، الرحمة، الصداقة، وتبتعد عن العنف أو التنمر.

يمكنك اختيار قصص تسمح بالتفاعل والمشاركة بينك وبين الطفل، فهنا قصص للأطفال تحتوي على عناصر يُمكن للطفل التفاعل معها، كطرح أسئلة في وسط القصة، أو تكرار عبارات، أو نهايات مفتوحة تسمح له بالتعبير عن رأيه فيها.

مراجعة تقييمات القص، فلا مانع من أن تقوم بالاطلاع على تجارب قُراء آخرين، خاصة من التربويين أو الآباء، مما يمنحك فكرة جيدة ومُجربة عن محتوى هذه القصة، السلسة، أو الكاتب وأسلوبه.

فالقصة الجيدة لا تملأ وقت الفراغ فحسب، بل تزرع بذورًا في عقل وقلب صغير ينمو.

الآن، وبعد أن أصبح لدينا تصور واضح حول معايير قصص الأطفال قد تتساءل: “ما هو أفضل نوع من القصص يمكن أن نقدمه لطفلي؟” سؤال في محله..

أفضل نوع قصص للأطفال

حتي ومع إدراكنا لأهم معايير اختيار قصص الاطفال، تبقى معرفة النوع الأنسب للطفل هي الخطوة التالية نحو بناء علاقة قوية بينه وبين عالم القراءة والكتب.

في حقيقة الأمر، لا يوجد نوع واحد محدد يناسب جميع الأطفال، لكن هناك أنماط من القصص أثبتت فعاليتها في جذب الأطفال وتنمية مهاراتهم في مختلف المراحل.

ومن بين أفضل أنواع قصص الأطفال نجد:

القصص الخيالية الهادفة

فيبدأ الطفل في الذهاب رحلة سحرية إلى عوالم جديدة، ولكن تعود به برسائل عميقة عن الحياة، والاختلاف، والتحديات.

قصص تفاعلية

وهي نوع القصص التي تسمح للأطفال بالتفاعل من خلال الأصوات أو الحركات أو تكرار العبارات. هذا النوع يُشعل حماسه ويجعل وقت القصة أكثر متعة.

قصص الحياة اليومية

يمس هذا النوع من القصص تجاربه كونها تُشبه عالمه، مثل أول يوم في المدرسة أو التعامل مع صديق جديد أو التغلب على الخوف من الظلام وغيرها مما يواجهه كطفل كل يوم.

قصص ذات مغزى أو قيمة أخلاقية

والتي يمكننا من خلالها تعليم الأطفال لكن بشكل غير مباشر أو رسمي، فالطفل يتعلم بشكل أفضل من خلال الأحداث والشخصيات وليس من خلال الوعظ المباشر.

هذه الأنواع من أبرز طرق تشجيع الأطفال على القراءة كونها لا تحقق فقط المتعة، بل تتماشى أيضًا مع معايير اختيار قصص الاطفال التي تحدثنا عنها أعلاه، وتُعزز قدرة الطفل على التفكير، والملاحظة، وبناء القيم.

من المؤكد أن الصورة بدأت بالوضوح أكثر حول ما يمكن أن يُفيد الطفل ويُلامس اهتمامه، دعونا ننتبه معًا لخطوة لا تقل أهمية وهي تفادي ما يقع فيه الكثير من الأهالي في اختيارات قد تُعيق حب الطفل للقراءة بدل أن تعزّزه.

أخطاء شائعة عند شراء قصص الأطفال

حتى مع نية صادقة في توفير الأفضل، قد نجد أنفسنا نختار قصص تتناقض مع أفضل معايير اختيار قصص الاطفال.

لا داعي للقلق، فقد جمعنا لك الآن مجموعة من أبرز الأخطاء الشائعة التي نراها تتكرر كثيرًا:

الشراء بناءً على شهرة القصة أو الكاتب فقط، ليست كل قصة مشهورة مناسبة لطفلك. بعض القصص المنتشرة تُروج لمفاهيم لا تناسب عمره أو تحمل رسائل لا تتوافق مع مجتمعنا.

اختيار لغة بمصطلحات وكلمات غير مألوفة ولا تتوافق مع سن الطفل، فبعض القصص المترجمة تفتقر للبساطة، وقد تُربك الطفل وتفقده متعة القراءة.

الانجراف وراء الصور فقط، كما أوضحنا الرسومات بالفعل شديدة الأهمية لكن لا تجعلها معيارك الوحيد عند الاختيار. النص الجيد يجب أن يوازي جمال الرسوم بل ويتفوق عليه.

تجاهل الاهتمام بالمحتوى التربوي، حتى وإن كانت مضحكة أو مُسلية، كون أن القصة تخلو من قيمة أو تحتوي على رسائل سلبية فهي تزرع سلوكيات غير مرغوبة في الطفل دون أن ننتبه.

الاعتماد فقط على ذوقنا نحن الكبار، ما يُعجبنا كأمهات أو آباء لا يعني بالضرورة أنه سيُعجب الطفل أو يلفت انتباهه. علينا أن نضع أنفسنا مكانه، والتفكير بعقليته وما يجذبه.

عدم مراعاة المرحلة العمرية للطفل والإعتماد على أنها ستجعله ينضج أو سيبدأ في استيعابها مع الكبر أو التكرار، شراء قصة طويلة أو معقدة لطفل صغير، أو حتى قصة سطحية لطفل أكبر، يؤدي إلى فقدان الاهتمام سريعًا.

في النهاية، تذكّر دائمًا أن القصة التي تختارها اليوم قد تُصبح ذكرى طفلك الأجمل بالغد .. فاخترها بحب، واقرأها بقلب، واتبع معايير اختيار قصص الأطفال بعين الوعي لا العادة.

 

تصفح اخر المقالات

اداب التعامل للاطفال

اداب التعامل للاطفال

هل تمنيت يومًا أن ترى طفلك محبوبًا بين أقرانه، يُحسن التصرف مع الآخرين؟ الأمر لا يحدث صدفة، بل نتيجة وثمرة تربية ووعي ومتابعة مستمرة تبدأ

اقرا المزيد »
أنشطة رمضان للأطفال

أنشطة رمضان للأطفال

شهر رمضان ليس فقط شهر الصيام والعبادة، بل فرصة ذهبية لتعليم صغارك كل ما تحتاجه من قيم والتقرب إلى الله بأسلوب ممتع ومحفّز. فيمكنك بكل

اقرا المزيد »
معايير اختيار قصص الاطفال