هل تساءلت يومًا إن كان طفلك موهوبًا؟ هل لاحظت أنه يطرح أسئلة تفوق سنه، أو يتعلم الأشياء بسرعة مذهلة، أو ربما يمتلك خيالًا واسعًا يجعله يبتكر أفكارًا لا تخطر على البال؟
الموهبة ليست مجرد تفوق طفلك الدراسي بل هي عالم من الإبداع والقدرة على التحليل والابتكار والتميز. ورغم أن الموهبة تعتبر نعمة كبيرة لصاحبها إلا أنها قد تحمل في طياتها صعوبات مثل القلق، الحساسية المفرطة، والسعي للكمال. في هذا المقال، كل ما تحتاجه لإكتشاف ما إذا كان طفلك موهوبًا، و كيفية التعامل مع الطفل الموهوب بأفضل النصائح والأسس السليمة.
من هو الطفل الموهوب؟
امتلاك الموهبة وخاصةً في سن مبكر من العُمر ليست وكأنها مجرد تفوق في المدرسة أو قدرة الطفل على حل المسائل الحسابية بسرعة، بل هي عالم واسع ممتد من الإبداع، والقدرة على التحليل، وامتلاك المهارات القيادية.
فيمكنك أن تجد طفلك يُعيد تشكيل وتهيئة ألعابه ليخلق منها شيئًا جديدًا، أو يروي القصص وكأنه كاتب محترف، أو حتى يُظهر تعاطفًا وحكمة تفوق عمره سواء في التفاهم والاهتمام بمشاعر الآخرين أو في طريقة كلامه ولباقته.
فيمكننا إختصار الأمر في بضع نقاط بارزة:
- الطفل الموهوب هو من يفكر بطريقة مختلفة ويهتم بالتفاصيل، ويتسائل “لماذا” و “كيف” أكثر مما يجاوب.
- الطفل الموهوب هو من يتعلم بسرعة دون الحاجة إلى تكرار المعلومة عدة مرات.
- الطفل الموهوب هو من يمتلك فضولًا لا يشبع وحب للاستكشاف والتجربة عالي.
- سواءًا كان في الرسم، الكتابة، أو حتى حل المشكلات فالطفل الموهوب هو من يُظهر حسًا إبداعيًا مدهشًا.
كيف تعرف أن طفلك موهوب؟
من المؤكد أنك لاحظت في أحد الأوقات طفلك وهو يقوم بتصرف ما، لاحظ تفصيل صغير لم ينتبه له أحد، أو سألك سؤالًا معقدًا وتساءلت “هذا ليس تصرفًا عاديًا لعمره!”، أو حل مشكلةٍ ما بشكل مذهل يفوق عمره، وجعلك ذلك تتساءل ما إذا كان طفلك موهوبًا في أمر معين.
إليك الآن مجموعة من علامات و صفات الطفل الموهوب التي تحتاج لمعرفتها وتعتبر إجابة لسؤالك ” كيف أكتشف موهبة ابني ؟” للتأكد ما إذا كان طفلك موهوب:
فضول لا ينتهي
الطفل الموهوب دائم السؤال، ولا يكتفي بالإجابات السطحية، فتجده يتسائل عن كل ما يراه الصغيرة قبل الكبيرة، ولديهم رغبة لا تشبع لمعرفة كيف يعمل العالم من حولهم.
التفكير بطريقة مختلفة
يمكنك ملاحظة طفلك يقدم حلولًا غير متوقعة أو مختلفة عن غيره من الأطفال للمشكلات، مما يعتبر كالتفكير خارج الصندوق وهو ما يفوق عمره الطبيعي، ويعتبر ذلك علامة واضحة على الموهبة.
التعلم بسرعة مذهلة
الطفل الموهوب هو من لا يحتاج لتكرار المعلومة المُقدمة له أو إعادة الدرس لأكثر من مرة، فلديه القدرة على التقاط المعلومة واستيعابها بشكل أكثر سرعة وسهولة سواء كان ذلك في القراءة، أو حتى المهارات الحركية.
امتلاك ذاكرة قوية
قد تجد طفلك يتذكر التفاصيل الصغيرة بشكل رائع، أو ما قاله أحد ما منذ وقت طويل، مما يؤكد لك من امتلاكه لذاكرة استثنائية وهي إحدى علامات الذكاء العالي.
تفضيل المغامرة والتحديات على الروتين
عادةً ما يشعر الطفل الموهوب بالملل من المهام التقليدية، ودائمًا ما يبحث عن شيء جديد ومثير، سواء كان لغزًا لحله أو تجربة جديدة لخوضها.
حساس وعاطفي بشكل ملحوظ
لا تقتصر الموهبة على الذكاء والعقلية فقط، بل يمكن للطفل أن يكون موهوبًا ايضًا في فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم بشكل يفوق عمره، مما يجعله مؤثر بشكل كبير في من حولهم.
في النهاية، كل طفل يحمل في داخله بذرة التميز، والدور الأكبر في رعايتها وتنميتها يقع على عاتقنا؛ إليك الآن كل ما تحتاج إليه من نصائح و طرق دعم الطفل الموهوب..
كيفية التعامل مع الطفل الموهوب؟
من المؤكد تواجد أمام طفل موهوب في حالة ان واجهت صعوبة في الإجابة على أحد أسئلته المعقدة أو التي تتعجب من تبادرها علي عقله في مثل هذا السن الصغير؛ فما هي طرق التعامل مع الطفل الموهوب وأهم الأسس السليمة لتربية الطفل الموهوب التي تمنى من موهبته وتدعمها بشكل خاص!
- لا تضع طفلك في قالب واحد، و ساعده على اكتشاف المزيد في المجال الذي يبدع فيه بالفعل، دون دفعه ليكون “الأفضل” في كل شيء. فلا تحاول تقييده بمعايير محددة، بل دعه يكتشف إبداعه بحرية.
- أجب على أسئلة طفلك حتى وإن بدت معقدة أو صعبة عليك. الطفل الموهوب فضولي بطبيعته، وقد يفاجئك بأسئلة تتعلق بالكون، أو حتى فلسفة الحياة من حوله، وجرب سؤاله عن رأيه في هذا الموضوع ودعه يفكر ويعبر عن وجهة نظره. هذا لن يعزز ثقته بنفسه فحسب، بل سيشجعه أيضًا على التفكير النقدي، وينمي من مهارات التواصل لديه.
- لا تثقل عليه بالضغوط، فمن أهم الإجابات على سؤال ” كيفية التعامل مع الطفل الموهوب ؟” هي إحتياج الطفل للتوازن دون الضغط الكبير لتنمية مهاراته وموهبته عبر التسجيل في العديد من الدورات وغيرها. بل دعه يستمتع بطفولته، يلعب، ويكتشف العالم على وتيرته الخاصة.
- لا تقارن طفلك أبدًا بالاخرين أو تزيد من التوقعات دائمًا، كل طفل فريد من نوعه، ووضعه في مقارنة دائمة مع الآخرين ترهقه بشكل كبير و تُضعف من ثقته بنفسه. بدلاً من ذلك، ركز على تطوير مهاراته الخاصة، واحتفل بإنجازاته مهما كانت صغيرة.
- وفر له بيئة محفزة، فكل الأطفال ليس فقط الموهوبين بحاجة إلى مساحة لينمو فكريًا وإبداعيًا. حاول منحه الكتب التي تناسب فضوله، وفر له ألعابًا تعتمد على التفكير، مثل الألغاز، والأهم اسمح له بالتجربة والخطأ.
أسرار التعامل مع التحديات النفسية للطفل الموهوب
الموهوب هو طفل كباقي لأطفال، بالطبع يتميز عن غيره في الكثير كونه يمتلك قدرات استثنائيه ، إلا أنه يواجه تحديات نفسية لا يراها الآخرون بسهولة.
فما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل الموهوب؟
- حاول دائمًا تقبل مشاعر طفلك دون التقليل منها حتى وإن بدت بسيطة البعض يعتقد أن الموهوب يجب أن يكون “قويًا” عاطفيًا، لكن الحقيقة أن ذكائه العاطفي قد يكون عاليًا جدًا. فلا تقلل من مشاعره، بل استمع إليه واحتويه.
- من أهم الطرق التي عليك اتباعها مع طفلك هي أن تعليمه تقبل الفشل بدلًا من السعي للكمال. غالبًا ما يكون الطفل الموهوب طموح جدًا، مما قد يشعر بالإحباط الشديد بشكل سريع م إن لم يستطع تحقيق الكمال في شئٍ ما. لذلك ذكره دائمًا أن الفشل جزء طبيعي من التعلم، وتعلم كيفية الإستمتاع بالعملية والرحلة ذاتها. احكِ لهم أيضًا عن شخصيات ناجحة فشلت عدة مرات قبل أن تنجح.
- واجه قلقه بذكاء، فبسبب حساسيته الزائدة، وتفكيره العميق والدائم قد يعاني الطفل الموهوب من القلق أكثر من غيره، فقُم بتشجيعه على ممارسة التأمل والاسترخاء، ووفر له بيئة آمنة يتحدث فيها عن مخاوفه دون أحكام.
- ساعده على تكوين صداقات دون ضغط، الطفل الموهوب قد يشعر أنه مختلف عن زملائه في المدرسة، مما تجعل عملية التعلم والذهاب للمدرسة وتكوين الصداقات عملية مرهقة وصعبة. لذلك حاول عدم إجباره على الاندماج بالقوة وتعرف على كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة بالإضافة لتعليمه مهارات التواصل، وكيفية إيجاد قواسم مشتركة مع الآخرين.
- لا تتعامل معه وكأنه شخص بالغ في جسد طفل، كونها أحد أكبر الأخطاء التي يقع فيها الأهل وهي التعامل مع الطفل الموهوب وكأنه شخص بالغ فقط لا يتحدث إلا بذكاء أو يفكر بطريقة تحليلية. لكن لكن في نهاية الأمر، هو طفل يحتاج إلى اللعب، العفوية، والاستمتاع بطفولته.
في الختام، احتضن اختلافه وكن داعمًا لطفلك الموهوب، استمع إليه، تفهّم مشاعره، وكُن بجانبه في رحلته فلا تعلم من الممكن طفلك الذي يعاني من التوتر والقلق اليوم سيكون الشخص الذي يغير العالم غدًا!