هل تعانين من ليالٍ طويلة لا ينام فيها طفلك بسهولة؟ يبدأ طفلك يومه متعبًا وينتهي بالبكاء والتقلب في السرير؟ إذا كانت هذه المشاهد مألوفة لك، فأنت لست وحدك.
الكثير منا نحن الأمهات والآباء نواجه نفس التحدي المرهق وميًا دون معرفة السبب الحقيقي وراء قلة نوم الطفل أو كيفية التعامل معه. لا تقلق حيث نقدم لك في هذا المقال كل ما تحتاج معرفته عن أسباب قلة النوم عند الأطفال، ونتحدث بصراحة عن الأخطاء الشائعة التي تزيد المشكلة، ثم ننتقل إلى نصائح فورية من أجل علاج الطفل قليل النوم.
أسباب قلة النوم عند الأطفال
عزيزتي الأم، عزيزي الأب لابد من تساؤلك ” ما السبب الذي يجعل طفلي لا ينام؟ “. في حقيقة الأمر، هو يعتمد على عدة عوامل قد تؤثر في نوم طفلك؛ بعضها بسيطة ويمكنك التعامل معها بسهولة، والبعض الأخر منها يحتاج إلى مراقبة واهتمام خاص. إليك أهم هذه الأسباب:
عدم ثبات روتين النوم اليومي
طفلك يحتاج إلى نظام نوم ثابت ومنتظم، هو ليس مجرد توقيت للنوم، بل يلعب دور نفسي كبير كونه يُشعر الطفل بالأمان والطمأنينة. لذلك في حالة أن كان توقيت ونظام النوم الخاص بطفلك يتغير كثيرًا وغير ثابت تأكد من أنه يُربك ساعته البيولوجية ويجعله يرفض النوم أو يصعب عليه الاستغراق فيه بالشكل الطبيعي.
آلام جسدية أو توعك صحي
إذا كان طفلك في السنوات الأولي ويمر بمراحل التسنين، الغازات، الحساسية أو حتى ارتفاع طفيف في الحرارة فجميعها عوامل تؤثر بشكل كبير ومباشر على راحة الطفل وتمنعه من النوم المريح.
القلق أو الخوف الليلي
تعرض الطفل للكوابيس والتي تعرف بالأحلام الحية، وعادةً ما تكون مرتبطة بالظلام أو الوحدة، مما تؤثر على نومهم فيصبح نوم متقطع بشكل مستمر يصاحبه نوع من الأرق، وقد تصل إلى رفضهم الذهاب للنوم من الأساس.
النشاط الزائد قبل النوم
الانفعالات العاطفية القوية التي يمر بها طفلك مباشرةً قبل ميعاد النوم الخاص سواءًا أكانت كالضحك أو البكاء من أكبر أسباب اضطرابات النوم عند الأطفال كونها تجعل جسم الطفل مستيقظًا ومنشّطًا، مما يصعب عملية الانتقال إلى النوم.
تناول أطعمة منبهة أو دسمة في المساء
تناول طفلك أطعمة غنية بالسكر والكافيين مثل الشيكولاتة من مسببات فرط الحركة والنشاط للطفل، بينما الأطعمة الدسمة قد تسبب له اضطرابات في الهضم أثناء الليل مما تؤثر على سلامة نومه.
التعرض للشاشات قبل النوم
تعرض الطفل للشاشات قبل النوم بشكل مباشر وما ينبعث منها من الضوء الأزرق سواء من الهواتف أو التلفاز مما يزيد من إفراز هرمون الميلاتونين وهو ما يؤخر شعور الطفل بالنعاس ويقلل من جودة نومه.
بعد توضيح أبرز الأسباب التي قد تسرق النوم من عيون أطفالنا، قد يتبادر سؤال مهم على ذهنك: ” ما الذي يمكن أن يحدث إذا استمرت هذه المشكلة؟ “
للأسف، قلة النوم بشكل مستمر للطفل تترك آثارًا واضحة على صحته وطريقة نموه، دعنا نوضح لك اضرار نقص النوم على الأطفال.
اضرار نقص النوم للأطفال
في بادئ الأمر قد نظن جميعًا أن قلة النوم ليست بالأمر الخطير وأنها مشكلة متفاوتة يمكننا التغلب عليها مع الوقت، ولكن الحقيقة أن تأثيرها على الطفل يتعدى مجرد الشعور بالتعب أو التململ.
إليك أبرز الأضرار التي قد تنتج عن نقص النوم لدى الأطفال:
تأثير سلبي على النمو الجسدي، حيث يُفرز هرمون النمو خلال النوم، وهو الهرمون المسؤول بشكل كبير على النمو والتطور الجسدي لطفلك، وبالتالي قلة النوم ونقصه بشكل كبير ومستمر يعيق عملية نموه بشكل طبيعي.
ضعف التركيز والانتباه للطفل، فتجد أي طفل لم يحظى بقسط كافٍ من الراحة يعاني من صعوبة في الفهم والتعلم، وقد تظهر عليهم أعراض تشبه اضطراب فرط الحركة.
إصابة الطفل بضعف المناعة، اضطرابات النوم عند الأطفال تُضعف جهاز المناعة ليكونوا أكثر عرضة لنزلات البرد والعدوى المتكررة ممن حولهم.
تأثر شهية ووزن طفلك حيث يبدأ الاضطراب في النوم في التسبب بخلل في إفراز الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشبع ما قد ينتج عنه فقدان شهية أو في بعض الحالات.
ستلاحظ زيادة الانفعالات والتقلبات المزاجية على طفلك بشكل واضح وشبه دائم حيث يؤثر على مراكز تنظيم المشاعر في الدماغ، مما يجعل الطفل أكثر عرضة لنوبات الغضب أو الحزن أو القلق بدون أسباب واضحة.
نستنتج من ذلك، أن نوم طفلك الغير المستقر لا يتعلق فقط براحة الليل وساعات نومه، بل بصحته الجسدية والعقلية والنفسية على المدى الطويل.
أخيرًا وليس أخرًا، وقبل الانتقال للجزء الأهم وطرق علاج الطفل قليل النوم، علينا الأخذ بعين الاعتبار أهم وأبرز الأخطاء التي قد نقع فيها وتزيد من مشكلة نقص النوم لطفلك.
الأخطاء الشائعة التي تزيد من مشكلة قلة النوم للأطفال
رغم حرصنا الدائم على سلامة أطفالنا وراحتهم، لكن هناك الكثير من العادات اليومية التي نقوم بها قد تكون سببًا خفيًّا في تفاقم المشكلة. إليك الآن أكثر الأخطاء شيوعًا والتي يجب علينا الانتباه لها:
استخدام المهد أو الهزّ للنوم دائمًا
في بادئ الأمر يكون الوضع مريح، لكنه يصعب على الطفل عملية النوم بمفرده فيما بعد بشكل كبير عندما يعتاد الطفل على النوم بالحمل أو الهز، فإنه لن يستطيع النوم مرة أخري إذا استيقظ خلال الليل إلا بنفس الطريقة مرة أخري.
الاعتماد على الحليب أو الطعام للنوم
الكثير منا يعتمد على تقديم الحليب للطفل فور البكاء ليلًا دون التأكد ما إن كان سبب البكاء هو الجوع أم لا، لذلك فأن الربط بين الجوع والنوم قد يخلق نمطًا غير صحي يتعارض مع النوم الطبيعي.
التغاضي عن الضغوط النفسية
اضطرابات النوم عند الأطفال قد تتكون نتيجة لأسباب نفسية لا نراها كالتوتر من المدرسة أو الخوف من المعلمة أو عدم رغبته في الذهاب صباحًا. يتسبب في هذه الحالة نوع من أنواع الأرق أو الكوابيس. لذلك من المهم انتباهنا لمثل هذه المؤشرات مثل تعلم كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة، وندرك أن بعض مشكلات النوم قد تكون مرتبطة بأسباب أعمق من الظاهر لنا.
تغيّر مكان النوم بشكل مستمر
نقل الطفل بين سريره وغرفة الوالدين أو حتى الأريكة يجعله يشعر بعدم الأمان، ويصعّب عليه تكوين رابط ثابت بين مكان النوم والشعور بالراحة.
الأخطاء وقد عرفناها، الآن ” كيف أجعل طفلي ينام باكرًا؟ ” و ” كيف أجعل طفلي ينام نوم عميق؟ ” دعنا نُطمئنك أن الحلول ممكنة، والبداية لا تحتاج إلى معجزة، فقط بخطوات بسيطة وواعية يمكنك تحسين نوم طفلك من اليوم الأول.
نصائح فورية لعلاج الطفل قليل النوم من اليوم الأول
ابدأ بروتين نوم ثابت، فيمكنك وضع جدول محدد للنوم والاستيقاظ فيه حتى في أيام العطل، و ابدء بتنفيذه من الليلة. لا تنتظر بداية الأسبوع أو الشهر فالانتظام هو السر الأول.
اجعل لحظات ما قبل النوم مع طفلك ذات أجواء وطقوس هادئة تمام بعيدًا أي تفاعلات تثير غضبه أو حتى ضحكه، مثل قراءة قصة، تشغيل أضواء خافتة. هذه الإشارات تجعل عقل الطفل يدرك أن وقت النوم قد حان.
من أهم أساليب علاج الطفل قليل النوم التي علينا الانتباه لها والعمل على تحسينها إطفاء التلفاز وأية أجهزة إلكترونية، قد يكون الأمر صعب من ارتباط الطفل بها، لكن يمكنك تبديلها بأنشطة هادئة مثل التلوين أو الاستماع إلى موسيقى مريحة ومحببة له مما يساعده على النوم ليلاً، ولديك هنا مجموعة رائعة من أفكار لعمل نشاط للأطفال لتجرب منها ما يناسب طفلك.
أهتم بمراقبة وتنظيم وقت القيلولة في النهار، فلا مانع منها على أن تكون قصيرة وفي وقت مبكر، حتى لا تؤثر على نوم الليل.
وفر بيئة نوم مثالية، مثل التأكد من أن غرفة طفلك مظلمة بدرجة مريحة دون أن يشعر بالخوف أو الإنزعاج من الإضاءة، السرير مُرتب، ودرجة الحرارة مناسبة. فبيئة النوم تشكل نصف المعادلة.
كن صبور مع طفلك خلال هذه المرحلة، فرحلة علاج الطفل قليل النوم تحتاج إلى ثبات وستلاحظ بنفسك الفرق خلال وقت قصير.
في النهاية، تذكر أن علاج الطفل قليل النوم لا يعتمد على حل سحري أو طريقة واحدة تناسب الجميع، بل يحتاج إلى مزيج من الفهم، والروتين، والصبر. وعندما نتعرف على الأسباب، نكون قد قطعنا نصف الطريق نحو نوم هادئ ومريح لأطفالنا.
أخيرًا وليس أخرًا، وقبل الانتقال للجزء الأهم وطرق علاج الطفل قليل النوم، علينا الأخذ بعين الاعتبار أهم وأبرز الأخطاء التي قد نقع فيها وتزيد من مشكلة نقص النوم لطفلك.