استخدامنا للأسلوب القصصي مع الأطفال من أهم الوسائل الفعالة التي تساعدنا للوصول إلى التوعية والهدف الذي نرجو إلي تحقيقه وترسيخه في عقول ومبادئ أطفالنا أمام مختلف المواقف والظواهر التي قد يتعرضوا لها في حياتهم اليومية دون علمنا وتكون بمثابة حصن لهم، في هذا المقال تجد ما تحتاجه من أهمية القصص لتعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم ودور الأهل والأصدقاء في بناء ثقته الذاتية، بجانب أفكار لألعاب إبداعية مخصصة لتنمية ثقة الطفل.
أهمية قصص عن الثقة بالنفس للاطفال
من خلال اهتمامك بتعزيز ثقة طفلك، يمكنك استخدام قصص للأطفال عن الثقة بالنفس وأهمية تقدير الذات والإيمان بقدراتهم، وبذلك فإنها تساعدهم علي بشكل مبسط وملائم لعقولهم على فهم قُدراتهم الفريدة ومعرفتهم بأن لكل شخص مهاراته ومواهبه الخاصة وأنهم ليسوا أقل من الآخرين، بجانب قدرتهم على التغلب على المخاوف من خلال تقديم قصة عن الثقة بالنفس للأطفال بها أمثلة تحث على كيفية التعامل مع الصعوبات، وتعزز من قدراتهم على التحدث بثقة عن أفكارهم ومشاعرهم والتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين وتكوين علاقات صحية وسليمة معهم.
نستعرض لك الآن قصة قصيرة عن الثقة بالنفس للأطفال كمثال يمكنك استخدامه مع أطفالك عند قضاء وقتك معهم:
كان هناك نملة صغيرة تعيش في مستعمرة كبيرة. كانت النملة تشعر دائماً بأنها ضعيفة مقارنة ببقية النمل، خاصة عندما كانت ترى أصدقائها يحملون قطع الطعام الكبيرة.
ذات يوم، طلب قائد النمل من الجميع جمع الطعام استعداداً للشتاء. حاولت النملة أن ترفع قطعة صغيرة من الحبوب، لكنها سقطت منها عدة مرات. شعرت بالإحباط وقالت لنفسها:
“أنا ضعيفة، لا يمكنني القيام بذلك!”
لكن فجأة، رأت النملة نحلة صغيرة تحاول جمع الرحيق من زهرة مرتفعة. لم تستسلم النحلة، وحاولت عدة مرات حتى نجحت. فكرت النملة: ” إذا كانت النحلة تستطيع المحاولة، فلماذا لا أحاول أنا أيضاً؟ “
عادت النملة وحاولت مرات عديدة، وبالرغم من أن القطعة كانت ثقيلة، إلا أنها نجحت في النهاية بفضل تصميمها على الأمر وعدم الإستسلام. شعر الجميع بالفخر بها، وقال قائد النمل:
” الثقة بالنفس والمحاولة هما مفتاح النجاح. نونو علمتنا درساً اليوم! “
منذ ذلك اليوم، أصبحت النملة رمزاً للشجاعة والثقة في المستعمرة.
“يمكنك الآن قراءة المزيد عن “فوائد قراءة القصص للأطفال
التحديات التي تواجه الطفل في الثقة بنفسه
للأسف، لا يمكننا دائمًا حماية أطفالنا تحديات متعددة قد تؤثر على ثقتهم بأنفسهم، لكن وعينا بها و محاولتنا للتعرف أكثر عما يمر بها أطفالنا هي أولي خطوات مساعدتنا لهم وتهيئتهم ليكونوا أكثر قوة وثقة في أي وقت، وأي موقف يواجههم، فمن أبرز هذه التحديات:
- الانتقادات المفرطة
فمن خلال النقد الدائم في مختلف المواقف سواء من الوالدين أو المعلمين أو الأقارب، والتركيز على الأخطاء بشكل أكبر من الإنجازات، قد يجعل الطفل يشعر بأنه غير قادر على تحقيق التوقعات.
- المقارنة بالآخرين
كثرة مقارنة الطفل بأصدقائه أو إخوته تؤدي إلى شعوره بالنقص وعدم التميز، وبالتالي يعزز من تنمية شعور المنافسة السلبية لدى الطفل بدلاً من التركيز نقاط قوته والعمل على تطويرها.
- الخوف من الفشل
إحساس الطفل بأنه دائًما أمام توقعات عالية من الآخرين، قد تجعل الطفل يخشى المحاولة بسبب الخوف من عدم النجاح وخذلانهم، وبالتالي يبدأ الطفل بالشعور بأن الفشل يعني أنه غير كفء بدلاً من كونه خطوة للتعلم منها.
- عدم التشجيع والدعم الكافي
عدم الاهتمام بإنجازات الطفل، وغياب كلمات التشجيع من الأهل أو المعلمين يجعل الطفل يعتقد أن جهوده غير مهمة، مما يفقده الشعور بقيمته الذاتية .
الدعم من الأصدقاء والعائلة يساهم في تعزيز الطفل ثقته بنفسه
بعد عرضنا للتحديات والمواقف التي تؤثر بالسلب على الطفل نفسيًا وقدرته على ثقته بنفسه وقيمة الذات، فإن أحد أهم نقاط الدعم بالتأكيد، تبدأ من الأصدقاء والعائلة أولًا.
كونهم مصادر للثقة والأمان للطفل، فإنهم يلعبون دورًا حيويًا في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وبالتالي فإن هذا الدعم يمنح الطفل شعورًا بالأمان والانتماء، ويشجعه على استكشاف قدراته وتنمية مهاراته دون الخوف من الفشل أو الانتقاد.
لذلك يتبادر إلينا أهم سؤال الآن ” كيف يساهم دعم الأصدقاء والعائلة في تعزيز ثقة الطفل؟ “
- عندما يشعر الطفل بأنه محاط بأفراد يحبونه ويدعمونه، يعزز ذلك من شعوره بالأمان العاطفي، وبالتالي يكون أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات، وشعوره بالقيمة الذاتية.
- التشجيع المستمر من جانب الأهل والأصدقاء المقربين على الاستمرار في المحاولة والتعلم من الأخطاء وتجنب الخوف من الفشل يعزز من ثقته بنفسه وشعوره بالتقدير لمجرد المحاولة وليس لكونه ناجح فقط.
- العائلة التي تشارك الطفل اهتماماته وتوفر له الوقت تعزز إحساسه بأنه جزء مهم منها واستخدام الوسائل المختلفة لتعزيز شعوره بالثقة والإهتمام بمشاعره من خلال تخصيص وقت له أو التحدث معه وتثقيفه بشكل ممتع ولطيف مثل قراءة قصص الأطفال قبل النوم مما تساعد على تقوية شعوره بالإنتماء وانه مقبول كما هو.
- الأهل والأصدقاء الذين يظهرون الثقة بالنفس في أفعالهم وسلوكياتهم يشكلون نموذج للقدوة الإيجابية للطفل وبالتالي يكونوا كإلهام له لإتباع نفس النهج في تصرفاته.
- العمل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة والتعاون في حل المشكلات أو أداء المهام يمنح الطفل خبرة في النجاح الجماعي، و يعزز ثقته بقدرته على التفاعل والعمل بشكل سليم.
ألعاب تزيد ثقة الطفل بنفسه
كما أوضحنا أن استخدام أساليب ملائمة لسن الطفل وإرشادهم بشكل ممتع ومرح يعزز ويطور من القيم والمبادئ التي نحاول غرزها بداخلهم، فهناك بالفعل ألعاب تزيد من ثقة الطفل بنفسه و تعمل علي الجانب والعوامل النفسية للأطفال بشكل فعال وغير ملحوظ.
فالألعاب ليست فقط وسيلة للترفيه، بل هي أداة تعليمية تعزز من شخصية الطفل وتجعله أكثر ثقة بنفسه، مع الأخذ بالاعتبار اختيارك لألعاب تناسب عمر الطفل وقدراته، وتقديم تشجيع مستمر وكلمات إيجابية أثناء اللعب.
- “لعبة ” التحدث أمام الجمهور
- الهدف منها تعزيز مهارات الطفل للتعبير عن الذات.
- اطلب من الطفل أن يقدم عرضًا قصيرًا عن موضوع يحبه، مثل حيوانه المفضل أو كتابه المفضل، فمن خلال تشجيع أفراد العائلة على التصفيق له وتقديم تعليقات إيجابية، يستطيع الطفل التغلب على الخجل والتحدث بثقة.
- “لعبة “التعبير بالرسم
- الهدف منها تنمية الإبداع وتقدير الذات لدى الطفل.
- يمكنك إعطاء الطفل ورقة وألوانًا واطلب منه رسم ما يشعر به أو ما يحب، ومن ثم امدح الرسم بغض النظر عن مدى إتقانه، مما يُشعر الطفل بالثقة في التعبير عن نفسه دون خوف من النقد.
- “لعبة البناء”(مثل المكعبات أو الليغو)
- الهدف من اللعبة تطوير مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات.
- أطلب من الطفل بناء شيء معين، مثل برج أو سيارة، وشجعه على استخدام خياله وإكمال المهمة، وبذلك عندما ينتهي من البناء، يشعر بالإنجاز والفخر بعمله.
ختامًا، تعزيز ثقة الطفل بنفسه من أهم الركائز لبناء شخصيته وتطوير مهاراته الذاتية لمواجهة مواقف الحياة بشكل إيجابي وثابت، والأمر يعتمد على الأهل والأصدقاء بشكل كبير، بجانب ممارستهم للألعاب التي تشجع على التعبير عن الذات وتقدير القدرات، مما يمكننا أن نمهد الطريق أمام أطفالنا ليصبحوا أفرادًا واثقين بأنفسهم وقادرين على تحقيق أحلامهم.