من الطبيعي أن يكون الكذب عند الأطفال مصدر قلق دائم لك؛ لا داعي للقلق، في الواقع الكذب ما هو إلا جزء طبيعي من تطورهم العقلي والعاطفي. في هذا المقال، نساعدك على فهم كل ما يتعلق بعادة الكذب دون الحكم على طفلك أولًا وفهم مختلف أنواع ودوافع الطفل عند اللجوء للكذب، بالإضافة لأهم النصائح والطرق التي تساعدك على زرع حب قول الحقيقة وتجنب الكذب بشكل ممتع وإيجابي لضمان نتيجة فعالة ودائمة.
ما هو الكذب عند الأطفال؟
يتساءل الكثير عن ” ما هو الكذب وما هي أنواعه؟ ” و ” كيف أعرف أن طفلي يكذب؟ ” وغيرها من الأسئلة الناتجة عن القلق الذي يشعر به الأهل عند اكتشافهم أن طفلهم الصغير قد بدأ في اختلاق القصص أو تحريف الحقيقة. لكن للعلم، الكذب لا يعني أن الطفل أصبح غير صادق بطبيعته.
الكذب هو مجرد جزءًا من النمو العقلي والاجتماعي للطفل في مرحلة الطفولة، ويحدث نتيجة لعدة أسباب تتراوح بين الخيال الواسع والخصب الذي يمتلكه الطفل، الرغبة في تجنب العقاب، أو حتى محاولة لفت الانتباه والحصول على اهتمام من هم حوله.
فلماذا قد يضطر الطفل لاستخدام الكذب كأسلوب أو وسيلة في حياته وعند التعامل معك أو مع من حوله من المعارف والأصدقاء؟
أسباب الكذب عند الأطفال
في البداية، يُفضل معرفة أن الكذب ليس دائمًا سلوكًا سلبيًا يعكس مشكلة أخلاقية لدى صاحبه، بل يمكن أن يكون مؤشرًا على تطور قدرات الطفل الذهنية.
ويمكنك استنتاج ذلك ببساطة من خلال أبرز أسباب كذب الطفل التي نطرحها عليك الآن:
الخوف من العقاب
عندما يصبح الكذب وسيلة لحماية الذات؛ يُعد التعرض للعقاب وخاصةً العقاب القاسي من الوالدين إلى دفع الطفل لاستخدام الكذب وتحريف الحقيقة للهروب من العقاب. بالنسبة للطفل الكذب في بعض المواقف يعد مهربًا سريعًا من اللوم أو العقاب أو ردة الفعل القاسية الصادرة من الأهل.
وهنا، عليك بإعادة النظر في طريقة تعاملك مع أخطاء طفلك، ومحاولة استخدام أسلوب التوجيه والحوار، مما يجعل الطفل يشعر بالأمان ليعترف بأخطائه دون خوف.
تقليد أشخاص آخرين
عندما يكون الكذب سلوكًا مكتسبًا؛ الطفل الذي يكذب أحيانًا ما يتعلم الكذب نتيجة عن ملاحظته الشديدة، ومراقبته لتصرفات البالغين من حوله. على سبيل المثال، في حالة أن قد وعدت طفلك بشئٍ ما ولم تفِ به، يعتقد الطفل وينشأ على أن تحريف الحقيقة وتغييرها أمر مقبول.
لذا، من الضروري أن تكون قدوة حسنة في الصدق والأمانة لطفلك، فالطفل دائمًا ما يتعلم أكثر مما يراه وليس مما يُقال له فقط.
العناد
وهنا عندما يتحول الكذب إلى تحدٍّ للأهل؛ فالطفل الذي يكذب قد يبدأ في استخدامه كنوع من أنواع التحدي والعناد، خاصةً في حالة شعورهم بأن قرارات الأهل قاسية أو غير عادلة بالنسبة لهم، أو عند رفض الوالدين الاستماع له. ونتيجة لذلك قد يلجأ الطفل إلي استخدام الكذب للشعور بالسيطرة من جانبه.
في هذه النقطة يكمن الحل في منح الطفل مساحة من الحرية والتعبير عن رأيه، مع توضيح أهمية الصدق بطريقة إيجابية تشجعه على الالتزام به.
رغبة في الحصول على شيء ما
وهو من أشهر أسباب كذب الطفل كونه يرى الكذب ما إلا وسيلة لتحقيق المكاسب. كم مرة ادعى طفلك المرض ليحصل على اهتمام إضافي أو ليتهرب من الذهاب إلى المدرسة؟ فالكذب قد يكون وسيلة الطفل لتحقيق هدفه أيً كان ما هو.
في هذه الحالة، يمكنك البدء في تعليم طفلك طرقًا أخرى للتعبير عن رغباته واحتياجاته بصدق، مع وضع حدود واضحة بين التفاوض بشكل صحي وبين اللجوء للكذب لتحقيق ما يريد.
الغيرة والرغبة في الحصول على الاهتمام
عندما يصبح الكذب وسيلة للظهور؛ فمن أسباب الكذب عند الأطفال الغيرة بين الإخوة أو بين الأصدقاء التي قد تدفعهم لاختلاق القصص أو المبالغة في الأحداث ليجذب انتباه من حوله. على سبيل المثال، اختلاق الطفل لإنجاز كبير لم يقم به في الحقيقة لكسب احترام وتقدير الآخرين.
حاول قدر الإمكان المواظبة والتأكد بأنك تُشعر صغيرك بأنه محبوب ومقدّر دون الحاجة للمبالغة أو الكذب، ويمكن تعزيز ثقته بنفسه من خلال تخصيص وقت خاص له، وتشجيعه على التحدث عن مشاعره بصراحة.
الكذب عند الأطفال ليس سوى مرحلة يمكن التعامل معها بذكاء وصبر. والتعامل معهم بطريقة تجعلهم يختارونه بإرادتهم، لا خوفًا من العقاب، بل حبًا للحقيقة وثقة بأنهم محبوبون ومقبولون كما هم.
علامات الكذب عند الأطفال
الكذب عند الأطفال أمر شديد الشيوع خاصةً في مراحل نموه. من الطبيعي شعورك بالقلق في حالة أن وجدت طفلك يروي قصة خيالية أو ينكر شيئًا واضحًا خاصة إذا تكرر..
فكيف نميز بين الخيال البريء والكذب المتعمد؟ وما هي العلامات التي تكشفه؟
تجنب الطفل للتواصل البصري عند اختلاقه لقصة لا صلة لها بالحقيقة كونه لا يشعر بالارتياح.
تردد الطفل وتلعثمه أثناء الكلام، أو تكرار الكلام نتيجة لمحاولته للبحث عن صيغة مناسبة.
كثرة لغة الجسم المتوترة مثل حك الأنف، العبث باليدين، أو تغطية الفم فجميعها علامات جسدية شائعة تدل على عدم الراحة أثناء الكلام.
الكذب عند الأطفال يولد ردود فعل مبالغ فيها عند محاولتهم للدفاع عن أنفسهم بشدة أو المبالغة في إظهار البراءة.
بدأ الطفل في اتهام الأخرين أو الغضب عند سؤاله بخصوص أمر محدد يدل على محاولته لإخفاء الحقيقة بشكل كبير.
يمكنك اعتبار هذه العلامات على أنها مؤشرات تحتاج إلى توجيهك ومتابعتك المستمرة للمساعدة في تطوير شخصية الأطفال وتجد فيها إجابتك لسؤال ” كيف اقوي شخصية طفلي “.
أنواع الكذب عند الأطفال
في إجابة لسؤالك على ” ما هي أنواع الكذب عند الأطفال؟ ” نوضح لك الآن أبرز أنواع الكذب المتعارف عليها بشكل كبير والتي تساعدنا بشكل كبير في فهم الأسباب الكامنة وراء الكذب وكيفية التعامل معه بحكمة، ويجعلنا قادرين على توجيه أطفالنا نحو الصدق دون أن نُشعره بالخوف أو الذنب.
كذب بسبب الخيال الخصب
عندما كنا أطفالًا صغارًا كنا نري العالم بطريقة مختلفة، لذلك فخيال أطفالنا الواسع من الطبيعي أنه يدفعه إلى نسج قصص خيالية دون أن يدرك أنه يكذب. على سبيل المثال، قد يخبرك أنه رأي ديناصورًا ويؤكد لك ملاحظته له. هذا النوع من الكذب طبيعي وشائع بين الأطفال الصغار.
كذب للدفاع عن النفس
كما ذكرنا أعلاه، أحد أبرز الأسباب التي تدفع الطفل للكذب ومن أكثر أنواعه شيوعًا بين الأطفال هو الكذب من أجل الحماية والتهرب من العقاب. فمثلًا، إذا كسر لعبة ثم أنكر ذلك، فربما يخشى أن يوبخه والده أو يعاقبه.
الكذب الاجتماعي
هذا النوع من الكذب يحدث عندما يتعلم الطفل أن قول الحقيقة قد يكون غير لطيف أحيانًا، مثل أن يجامل شخصًا ما أو يخفي مشاعره الحقيقية لتجنب إحراج الآخرين.
كذب المبالغة
قد تلاحظ هذا النوع من الكذب كثيرًا عند سرد طفلك لقصةٍ ما، ويبدأ في إضافة تفاصيل غير حقيقية أو مبالغ فيها ليجعلها أكثر إثارة أو ليحصل على إعجاب الآخرين.
هوس الكذب أو الكذب المرضي
وهو ما يُعرف بالكذب القهري، حيث يكذب الطفل باستمرار حتى في أمور لا تستدعي ذلك، وقد لا يكون لديه دافع واضح، مما تجعلها أشبه بالعادة المتكررة والتلقائية لديه.
الكذب بدافع الانتقام
من أجل الإنتقام أو الإيقاع بشخص آخر قد يكذب الطفل من أجل تبرير تصرفاته. مثل أن يدّعي أن صديقه ضربه دون سبب، بينما هو من بدأ المشكلة.
ما أضرار الكذب وآثاره السلبية على الطفل؟
الكذب عند الأطفال قد يبدو كملجأ سهل لهم من العقاب أو المشاكل، أو وسيلة جيدة لجذب الإنتباه والحصول على الإهتمام الذي يريدونه؛ لكنه للأسف سرعان ما يترك خلفه أثارًا نفسية واجتماعية قد تؤثر على شخصية الطفل ومستقبله، بل وعلاقاته مع من حوله. كما أوضحنا، قد يكون الكذب مجرد تصرف عابر ولكن في حالة أن تحول لعادة متكررة للطفل فهنا يبدأ في تهديد نزاهته ومدى صدقه.
فما هي أضرار الكذب على الطفل؟ وكيف يؤثر على حياته؟
فقدان الثقة بين الطفل ووالديه، فالثقة هي أساس أي علاقة بين البشر وفقدانها تؤثر بشكل جذري في علاقة الطفل بوالديه ومن حوله. فتجد صعوبة في تصديق أيًا من كلامه حتى لو كان صادقًا. وفي هذه الحالة يتأثر الطفل فإما يبدأ في الكذب بشكل أكبر أو العزلة عن من حوله.
يبدأ الطفل في الهروب من المسؤولية، ففي حالة أن وجد أن استخدام الكذب وسيلة تجنبه المشاكل، يصبح ذلك أسلوبًا معتادًا في حياته. فبدلًا من تحمل مسؤولية أفعاله، يختار الطريق الأسهل، وهو إنكار الحقيقة أو إلقاء اللوم على الآخرين.
التأثير على ثقة الطفل بنفسه، الطفل الذي يكذب قد يشعر بالقوة والسيطرة، لكنه في الحقيقة يضعف ثقته بنفسه. حيث قد يشعر بأنه غير كافٍ أو غير جدير بالقبول، مما يدفعه إلى اختلاق قصص بشكل مستمر تحسّن من صورته أمام الآخرين.
اضطرابات نفسية مثل الشعور بالذنب والقلق، تكرار الكذب قد يسبب له قلقًا داخليًا، خاصة إذا بدأ يواجه صعوبة في التمييز بين الحقيقة والخيال. هذا قد يجعله يعيش في خوف دائم من أن يُكتشف أمره، مما يلعب دور كبير في عدم راحته النفسية.
العزلة الاجتماعية وفقدان الأصدقاء، الطفل كثير الكذب قد يتعرض للتجنب من أصدقائه إذ لا يصدقوه. فالعلاقات القائمة على الكذب لا تدوم طويلًا، وهذا قد يجعل الطفل يعاني من العزلة الاجتماعية والشعور بالرفض.
كيف يمكن حل مشكلة الطفل الكذاب؟
كل والد ووالدة مروا بتلك اللحظة المحيرة عندما يكتشفون أن طفلهم لم يقل الحقيقة. الكذب عند الأطفال قد يكون مربكًا لكنه في الحقيقة جزء طبيعي من النمو العقلي والعاطفي للطفل. السؤال الأهم هنا: كيف نساعد الطفل على التوقف عن الكذب دون الخوف من قول الحقيقة؟
لا تعاقب وافهم السبب أولًا؛ فالخطوة الأولي لحل أي مشكلة هي التوقف عن رؤيته كتصرف خاطئ يستدعي العقاب فورًا. فكر في السبب وراء كذب طفلك، بمجرد معرفة السبب، يمكنك التعامل مع الكذب بطريقة أكثر فاعلية وهدوءًا.
لا تسأل أسئلة تدفعه للكذب، على سبيل المثال في حال أن كسر شيئًا ما لا تسأله ” هل كسرت هذا الشئ؟” وإنما اسأله “أرى أن الشئ انكسر، هل تحتاج لمساعدتي في تنظيفه؟” بهذه الطريقة، تعطيه فرصة لقول الحقيقة دون ضغط، أو الخوف من رد الفعل.
كن قدوة في الصدق أمام طفلك، فالأطفال يتعلمون من خلال التقليد. وكثرة الكذب أمامه قد تجعله يشعر أن الكذب أمر طبيعي. لذلك كن نموذجًا للصدق حتى يكتسب هذه القيمة منك.
كافئ الصدق بدلًا من معاقبة الكذب، في حالة أن ارتكب طفلك خطأً ما ولكنه اعترف بالحقيقة دون الكذب امتدح صدقه قبل مناقشة التصرف الخاطئ. بهذه الطريقة، سيرى أن قول الحقيقة يجلب له التقدير وليس العقاب.
تفهم مشاعره واحتياجاته، الكذب عند الأطفال قد يكون ناتج عن شعورهم بالإحباط أو حاجتهم للمزيد من الإهتمام والتقدير. لذلك بدلًا من تركيزك على فعل الكذب حاول أن تفهم الرسالة الخفية وراءه.
اجعل الصدق عادة ممتعة، من خلال أفكار لعمل نشاط للأطفال و بتشجيع طفلك على قول الحقيقة من خلال ألعاب وقصص تعزز قيمة الصدق، وتوضح عواقب الكذب بطريقة غير مخيفة، قم بنقاشات يومية معه و اسأله عن المواقف التي تعرض لها في يومه وشجعه على التحدث بصدق دون خوف.
وبما أن جعل الصدق عادة ممتعة يساعد الأطفال على قول الحقيقة دون خوف، يمكنك الآن تعزيز ذلك من خلال بعض الألعاب التفاعلية التي تشجعهم على الصدق بطريقة مرحة ومفيدة من متجر ” حكيم وفهيمة ” التابع لمؤسستنا ” حكينا “.
ألعاب تفاعلية لتقليل الكذب عند الأطفال
إذا كان طفلك يميل للكذب وتسعى لمحاولة تقليل الأمر ومساعدته على حب قول الحقيقة وعدم الخوف منها بشكل ممتع ومُسلي فإن الألعاب التفاعلية يمكن أن تكون طريقة رائعة لتعزيز الصدق لديه بطريقة ممتعة. ومن بين هذه الألعاب المميزة، تأتي لعبة ” لعبة وصلت أول – لعبة جماعية عن سيرة الرسول ” من متجر ” حكيم وفهيمة “.
“وصلت أول” هي لعبة حماسية تعتمد على المنافسة والسرعة في الإجابة على الأسئلة أو تنفيذ التحديات للوصول إلى نقطة النهاية أولًا. مما تعتمد على قول الصدق والشفافية في الإجابة عن الأسئلة التي تخص رسولنا الكريم، بالإضافة لذلك فهي مليئة بأبرز صفات نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وبالتالي تساعد الطفل في التحلي بأجمل الصفات ومن أهمها صدق نبينا وأمانته وامتناعه عن الكذب.
مما تساعد اللعبة على:
حب النبي صل الله عليه وسلم حباً حقيقيًا عند معرفته معرفة حقيقية.
ربط الصدق بالمكافأة، فالطفل الذي يجيب بصدق وبدون غش يحصل على فرص أفضل للفوز، مما يعزز لديه الشعور بأن الصدق يُكافأ ويؤدي إلى نتائج إيجابية.
من خلال تشجيع اللعب النزيه، يتعلم الطفل أن الغش أو التحايل قد يمنحه فوزًا مؤقتًا، لكنه لن يكون فوزًا حقيقيًا. وهو ما ينطبق على حياته اليومية أيضًا.
يمكن للألعاب التفاعلية مثل “وصلت أول” أن تكون أكثر من مجرد وسيلة للترفيه؛ فهي تساعد الأطفال على فهم أهمية الصدق بطريقة غير مباشرة ودون شعورهم بأنهم يتلقون درسًا توجيهيًا، أحصل عليها الآن.
