اداب التعامل للاطفال

اداب التعامل للاطفال

هل تمنيت يومًا أن ترى طفلك محبوبًا بين أقرانه، يُحسن التصرف مع الآخرين؟ الأمر لا يحدث صدفة، بل نتيجة وثمرة تربية ووعي ومتابعة مستمرة تبدأ من السنوات الأولى في حياته. وهنا يأتي دورنا كوالدين في غرس اداب التعامل للأطفال منذ الصغر، ليس فقط بالكلمات، بل بالقدوة، والحب، والصبر.

سويًا وفي هذا المقال، سنأخذك في رحلة تربوية نناقش فيها مهارات التعامل مع الآخرين بالنسبة للأطفال، وأهم الأداب الأساسية، مع نصائح لكيفية تعليمك هذه الآداب وكيف تتعامل مع الطفل الذي لا يسمع الكلام بطرق حقيقية مبنية على الاحترام والتفاهم.

اداب التعامل مع الآخرين للأطفال

من المؤكد جلوسك مع طفلك والبدء في التحدث معه عن كيفية تعامله مع الآخرين فتبدأ في سؤاله “ماذا تقول عندما يُعطيك أحدهم شيئًا؟” أو كيف تتصرف في هذا الموقف، وغيره من الأسئلة التي توضح لك سلوكه اتجاه الآخرين عند تعامله معهم.

تولد أطفالنا كالصفحة البيضاء دون معرفة أيًا من أساليب التعامل إيجابيةٍ كانت أو سلبية، كقول ” من فضلك ” أو ” شكرًا “؛ أو معرفته وحده بأن الاستماع للغير دون مقاطعته شكل من أشكال الاحترام.

وهنا يأتي دورنا كأب وأم للطفل لنكون المرآة التي ينعكس فيها السلوك الحسن، والقدوة التي يتعلم منها الطفل كيف يكون مهذبًا مع من حوله. تربية الأطفال وتعليمهم مهارات التعامل مع الآخرين هي عملية أوسع وأكبر مما نتوقع.

الآن، بعد توضيح آداب التعامل للأطفال وأهمية تعليمها لهم قد تتساءل ما هي هذه الآداب التي يجب أن أبدأ بها مع طفلي؟ هل هناك قائمة أساسية يمكنني الاعتماد عليها؟

الإجابة بكل بساطة نعم!

أهم 10 اداب تعامل يجب على طفلك تعلمها

إليك الآن أهم 10 آداب تعامل لا غنى لطفلك عنها، تبدأ من الكلمة الطيبة، ولا تنتهي إلا بخلق نبيل.
قول ” من فضلك ” و”شكرًا” دائمًا

المفتاح الذهبي لأي علاقة إنسانية بمختلف مراحلها وأعمارها هو هاتان الكلمتان. علم صغيرك بأن ما يطلبه بلطف يحصل عليه بكل حب وتقدير. وضح له مدى سعادة الناس منه عند قوله شكرًا لهم، وكم من فرق كبير تصنعه هذه الكلمة البسيطة.

ومن هنا، تبدأ أولى خطوات تكوين الصداقات للأطفال، فالكلمة الطيبة هي المفتاح الأول لقبول الآخرين له.

الاعتذار عند الخطأ
على الطفل إدراك أن أن الاعتذار وقول ” أنا آسف ” ليس بالقول الضعيف بل هو قوة ووعي منه. كلنا نخطئ، لكن الأهم هو أن نُصلح خطأنا بكلمة صادقة دون تكرار ما بدر منا.

عدم مقاطعة حديث الغير

فهم طفلك أن الاستماع للغير حتى نهاية حديثه والانتظار حتى يُنهي كلامه هو دليل احترام منك له.

عدم السخرية أو التنمّر

وضح له أن السخرية هي جرح عميق يتسبب فيه لمشاعره غيره، حتى وإن كانت بنية المزح. يمكنك توضيح ذلك بشكل يناسب سنه من خلال قراءة قصص له تتحدث عن شخصيات تأذت وتحسست بشكل كبير من تنمر الأخرين عليهم.

الاستئذان قبل استخدام أي شيء ليس له

سواء كانت لعبة من أخواته أو أصدقائه، أو رغبته في أن يمسك بهاتفك، علمه الاستئذان من غيره ومدى اهمية احترام خصوصية الغير.

إلقاء التحية والسلام

علمه أن كلمات بسيطة مثل ” صباح الخير ” أو ” السلام عليكم” تُشعر الآخرين بالود والاحترام. لذلك اجعلها عادة صباحية في البيت، تبدأ بها أنت أولًا فيرددها من بعدك.

احترام اختلاف الآخرين
اهتم بمدى تقبله لاختلافات الآخرين سواء في الشكل، أو الرأي، أو العادات. وأنه ليس على كل البشر أن يكونوا متشابهون.

الالتزام بالدور والنظام

سواء في طابور المدرسة أو حتى عند اللعب، احترام الدور يعلم الطفل الانضباط ويمنعه من الأنانية عند التعامل مع غيره والتفكير فيهم كما يفكر في نفسه.

تقديم المساعدة للآخرين عند الحاجة

من أهم اداب التعامل للاطفال التي عليك تعليمها للطفل هي مساعدة الآخرين، فالمساعدة لا تُطلب فقط، بل تُقدم بحب.

احترام المساحات الشخصية

علّمه ألا يلمس ممتلكات الآخرين دون إذن، ولا يقترب من شخص بشكل مزعج ومبالغ فيه. اشرح له مفهوم “الفقاعة الخاصة” التي يملكها كلًا منا بطريقة مرحة.

وتذكر أن غرس هذه الآداب يحتاج إلى صبر وتكرار، ولا بأس إن أخطأ طفلك أحيانًا. ابدأ اليوم بكلمة بسيطة أو موقف صغير، فربما تصنع به إنسانًا مُحب للناس ويحبه الجميع.

بعد التعرف على أهم 10 اداب التعامل للاطفال كيف يمكننا ترجمة هذه المبادئ إلى سلوك يومي؟

نصائح لتعليم طفلك اداب التعامل الأساسية

الأمر لا يتوقف على معرفتنا ووعينا باداب التعامل للاطفال بل بكيفية تعليمنا لهم فنتساءل ” كيف ابدأ؟ ” و ” ما الخطوات التي علي اتباعها مع طفلي؟ “

نوضح لك الآن أكثر النصائح بساطة وفاعلية بأسلوب محبب وسلس على الطفل:

كن قدوة لطفلك، فأنت أهم معلم له والأدب والاحترام يُكتسب بالرؤية قبل التعلم. الأطفال لا يتعلمون فقط ما نقوله، بل بما نفعله أمامهم. ففي حين رؤية طفلك أنك تقول “شكرًا” و”عذرًا” و”من فضلك” في مواقفك اليومية، سيُقلدك دون أن تطلب منه ذلك حتى.

استخدم مع طفلك القصص أو المواقف التمثيلية المناسبة لعمره وقدرته على استيعابها وفهمها. الأطفال يعشقون الحكايات وما يشعرون به من تشويق وإثارة؛ إختر قصصًا فيها مواقف تعلّم الاحترام والتعاون والاعتذار، وناقشها معه. مثلاً: “ما رأيك بتصرف البطل؟ لو كنت مكانه، ماذا كنت ستفعل؟” وهكذا.

علمه كيف يُعبر عن مشاعره بأدب دون صراخ أو بكاء، ويبدأ هذا أيضُا من خلال اهتمامك بمشاعره وأخذها بعين الاعتبار فلا يتكلف ويبدأ في القيام بسلوكيات سلبية لمجرد الشعور بالإهتمام ممن حوله.

لا تُعاقب طفلك على الخطأ الصادر منه قبل أن تُعلمه الصواب، فلا تبدأ في التوبيخ بل استخدمه ما قام به من خطأ ليكون درس جديد يتعمله بطريقة لطيفة.

كرر نصائحك وقواعدك بحب وصبر، فطفلك لن يتقن كل ما يتعلمه ويتلقاه منك. اجعل الحديث عن الأدب جزءًا من روتينكم اليومي، وكأنكم تسقون نبتة صغيرة لتنمو كل يوم. ومع التكرار والحنان سيتعلم.

ولكن ماذا عن الطفل الذي لا يُحسن التعامل؟

ما هو أسلوب التعامل مع الطفل العدواني و الغير مهذب؟

كل ما سبق جميل.. لكن كيف تتعامل مع الطفل الذي لا يسمع الكلام؟

ماذا إذا كان الطفل لا يستجيب لما نحاول تعليمه إياه؟ أو إن كان عنيدًا، يضرب أصدقاءه، يرد بوقاحة، ويرفض التعلم؟

قبل كل شئ، كما أوضحنا أعلاه الطفل لا يولد عنيدًا أو غير مؤدب، كما أنها ليست تصرفات أو عادات دائمة، فما هي إلا سلوكيات ناتجة عن مشاعر داخلية، أو تجارب مر بها، أو أسلوب تربية يحتاج لبعض التعديل.

الأمر لا يحتاج سوي للتعامل عبر القلب والعقل معًا:

قبل أن تحكم على سلوك طفلك، أبحث عن السبب، هل هو غاضب لشعوره بالإهمال أو لأنه لا يعرف كيف يعبّر عن مشاعره بالكلام، فيستخدم الضرب أو الصراخ. فبدلًا من توبيخه، يمكنك محاولة التواصل معه ومن خلال التوضيح بأنك تفهم شعوره مثل: ” أفهم أنك غاضب، لكن لا يُمكن أن نؤذي الآخرين.”

تعامل بهدوء لا بعقاب قاسٍ. الرد بالصراخ أو الضرب يُعلّم الطفل أن العدوان هو الحل، لذلك احتفظ بهدوئك، وكن حازمًا بدون عنف.

من خلال الجلوس معه والتحدث اليومي بشكل حواري هادئ علمه مفردات المشاعر لسهولة التعبير وشرح ما يشعر به دون اللجوء لسلوكيات خاطئة عند التعامل.

كافئ السلوك الإيجابي لطفلك، ففي حالة أن أظهر صغيرك سلوك طيب في التعامل حتى لو بسيطًا، أثنِ عليه مباشرة. فهذا النوع من من التقدير يعزّز السلوك الجيد أكثر من أي عقاب، مما يُساعده أيضًا على التفاعل بشكل أفضل مع من حوله.
وإذا كنت تبحث عن خطوات عملية تساعد طفلك على الانفتاح أكثر على الآخرين، فستجد في هذا المقال دليلك الكامل: كيف أجعل ابني اجتماعيًا.

لا تترد في طلب الدعم عند الضرورة أو الحاجة من الخارج. ففي حالة أن شعرت أن السلوك خارج عن سيطرتك رغم المحاولات المختلفة والمتكررة، تواصل مع مختص في سلوك الأطفال. طلب المساعدة ليس ضعفًا، بل خطوة ذكية لحماية الطفل ومستقبله.

في النهاية، التربية ليست طريقًا مستقيمًا، بل مليء بالمنعطفات والتحديات. لكن بالصبر، والحب، والوعي، يمكننا أن نحوّل الطفل العدواني إلى شخص مهذب، قادر على التعبير عن نفسه، ويحترم من حوله. وتذكر أن وراء كل سلوك صعب، هناك رسالة لم تُفهم بعد.

تصفح اخر المقالات

اداب التعامل للاطفال

اداب التعامل للاطفال

هل تمنيت يومًا أن ترى طفلك محبوبًا بين أقرانه، يُحسن التصرف مع الآخرين؟ الأمر لا يحدث صدفة، بل نتيجة وثمرة تربية ووعي ومتابعة مستمرة تبدأ

اقرا المزيد »
أنشطة رمضان للأطفال

أنشطة رمضان للأطفال

شهر رمضان ليس فقط شهر الصيام والعبادة، بل فرصة ذهبية لتعليم صغارك كل ما تحتاجه من قيم والتقرب إلى الله بأسلوب ممتع ومحفّز. فيمكنك بكل

اقرا المزيد »
التنمر الإلكتروني

التنمر الإلكتروني

هل سبق لك أن تلقيت تعليقًا جارحًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ أو ربما سمعت عن شخص تعرض لحملة سخرية أو تهديدات عبر الإنترنت؟ هذه ليست

اقرا المزيد »
اداب التعامل للاطفال